هند تر غاندي وروسته
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
ژانرونه
32
وقد كان وزير الداخلية السردار باتيل معارضا لهذا الطلب بشدة؛ فقد أدت الدوائر الانتخابية المنفصلة في الماضي إلى انقسام البلاد، وهتف باتيل أمام عاصفة من التصفيق قائلا: «من يريد مثل هذا الأمر فسيجد له مكانا في باكستان وليس هنا. نحن هنا بصدد بناء أمة، وإننا نرسي دعائم «أمة واحدة»، ولن يجد من يختار الانقسام مجددا ويزرع بذور الفتنة مكانا ولا تعاطفا بيننا هنا. أقولها بصراحة ودون مواربة.»
33
إلا أن بعض المسلمين عارضوا فكرة الدوائر الانتخابية المنفصلة منذ البداية، ومنهم السيدة إعزاز رسول، التي قالت إنه «لا معنى على الإطلاق» الآن لحجز مقاعد على أساس الدين، فقد كانت الدوائر الانتخابية المنفصلة «سلاح تدمير ذاتي يفرق بين الأقليات والأغلبية إلى الأبد»، ومصالح المسلمين في دولة ديمقراطية علمانية «متطابقة كليا» مع مصالح غيرهم من المواطنين.
34
بحلول عام 1949، اقتنع الأعضاء المسلمون الذين كانوا يطالبون بدوائر انتخابية منفصلة في البداية بوجهة نظر السيدة إعزاز رسول؛ فقد شعروا أن حجز مقاعد للمسلمين «من شأنه أن يوقع ضررا بالغا بالمسلمين أنفسهم»، وإنما ينبغي للمسلمين أن يعيدوا تشكيل أنفسهم في كتل تصويتية، بحيث لا يستطيع أي مرشح في الدوائر التي يتواجدون فيها بأعداد كبيرة تحمل تبعات إغفالهم، بل ربما يصير «لهم صوت حاسم في الانتخابات». إذ إنه «في النهاية قد تهزم أغلبية هائلة ظاهريا ... من صوت واحد»، لذا «تكمن سلامة المسلمين في لعب دورهم بذكاء والاختلاط مع الهندوس في الشئون العامة».
35
أما الأقلية الضعيفة التي فاقت المسلمين عددا، فكانت نساء الهند. أتت عضوات الجمعية العامة من الحركة القومية واعتنقن روح الوحدة منذ البداية. لذا رفضت هانسا مهتا؛ من بومباي، تطبيق نظام تخصيص المقاعد أو الحصص أو الدوائر الانتخابية المنفصلة بالنسبة للنساء، وقالت: «نحن لم نطالب بامتيازات قط. ما طلبناه كان العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وطالبنا بالمساواة التي لا يمكن لسواها أن يكون أساسا للاحترام والفهم المتبادلين، والتي لا يمكن نشأة تعاون حقيقي بين الرجل والمرأة دونها.»
36
ووافقتها الرأي رينوكا روي؛ من البنغال، فقالت: بخلاف «الحركات المحدودة النطاق المنادية بمنح المرأة حق الاقتراع» في «كثير من الدول المستنيرة المزعومة»، ناضلت المرأة في الهند في سبيل «المساواة في المكانة، والعدالة والإنصاف، وفي المقام الأول القدرة على المشاركة في العمل المسئول في خدمة بلادها ... فمنذ نشأة الحركة النسائية في هذا البلد، كانت المرأة معارضة من الأساس لفكرة الامتيازات الخاصة وتخصيص المقاعد».
ناپیژندل شوی مخ