وقد صح له وثبت لسلفه العظام؛ القبول التام، لدى الخاص والعام، واقتسام الأموال من وقت سام؛ واقتحام الأهوال من وقت حام، على أنه الشبل الذي قد ترعرع في بحبوحة الغابة الحيدرية، ونشأ في أحضان البرأة الصفوية، فربض ربضة الضرغام، وتشعشع كالبدر التمام، وكبت الخصم الألد؛ بما منع وردع ودفع ورد؛ ونقض وأبرم، وقوض وهد؛ وفتق ورتق وحل وشد؛ أحزم حزام، وكتب ما أثبت به حقية مدعاه ببطلان دليل الغاصب، من مخلفات آبائه ذوي الأبوة، وأولي الفتوة، أشرف المناصب، كأنه اتخذ من أظفاره التي لم تقلم لمحابره الأقلام، فملأ الأقاليم السبع بزئيره؛ والجهات الست بهمهمته في الآجام، وأملى فأبلى سرائر سر تثبت الأقانيم الثلاث، من غير لثاث، ذلك اليراع بصريفه وصريره فأسمعت كلمات باريه الصم الدعاء للاستسلام، وغسلت ذئاب المعارضين عن الإقعاء بفناء أجمة هذا الباسل المقدام، وراغت ثعالب المناقضين عن جلسة القرفصاء بباب غاب هذا الغشمشم القمقام، فمتى شاء قال للسعد أو أشار للفخر على ساق العبودية، وقدم الرقية، بساحة أعتابنا الصفوية، الفسيحة المساحة، وباحة أبوابنا الحيدرية الغير مباحة، قم قام، وقانا الله تعالى وإياه هول المطلع ورزقنا وإياه حسن الختام، وكان المترجم على حالة صالحة، وسيلة راجحة، إلى أن خطبته المنية لدار السلام، سنة ألف ومائتين و...
السيد إبراهيم فصيح بن السيد صبغة الله المشهور بحيدري زاده البغدادي
عالم عصره، وفريد مصره، ونخبة زمانه، وعمدة أهل وقته وأوانه، الحسيب العلوي، والنسيب النبوي، ذو المقام الفاخر، والاحترام الباهر، والصفات الحميدة، والشمائل المجيدة، والسيرة الحسنة، والسريرة المستحسنة،
1 / 44