235

هلیة الأولیاء او طبقات الاصفیاء

حلية الأولياء و طبقات الأصفياء

خپرندوی

مطبعة السعادة

د خپرونکي ځای

بجوار محافظة مصر

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا دَلِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَلِيلٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا مُعَاذُ؟» قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا بِاللهِ تَعَالَى، قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ مِصْدَاقًا، وَلِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةٌ، فَمَا مِصْدَاقُ مَا تَقُولُ؟»، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا أَصْبَحْتُ صَبَاحًا قَطُّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أُمْسِي، وَمَا أَمْسَيْتُ مَسَاءً قَطُّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أُصْبِحُ، وَلَا خَطَوْتُ خُطْوَةً إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أُتْبِعُهَا أُخْرَى، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى كُلِّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا مَعَهَا نَبِيُّهَا وَأَوْثَانُهَا الَّتِي كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُقُوبَةِ أَهْلِ النَّارِ وَثَوَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: «عَرَفْتَ فَالْزَمْ»
حَدَّثَنَا فاروقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ يَسَارٍ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ لَيَالِيَ قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ لَمَّا سَأَلَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «كَيْفَ تَرَكْتَ النَّاسَ بَعْدَكَ؟» قَالَ: تَرَكْتُهُمْ لَا هَمَّ لَهُمْ إِلَّا هَمَّ الْبَهَائِمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ عَلِمُوا مَا جَهَلَ هَؤُلَاءِ، وَهَمُّهُمْ مِثْلُ هَمِّ هَؤُلَاءِ؟»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْمِهْرِجَانِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُقَيْلِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: تَصَدَّيْتُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ يَطُوفُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرِنَا شَرَّ النَّاسِ؟ فَقَالَ: «سَلُوا عَنِ الْخَيْرِ، وَلَا تَسْأَلُوا عَنِ الشَّرِّ، شِرَارُ النَّاسِ شِرَارُ الْعُلَمَاءِ فِي النَّاسِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَعْدِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ حِينَ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ وَاشْتَدَّ وَجْدُهُ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ⦗٢٤٣⦘: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: " سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَعَظَّمَ اللهُ لَكَ الْأَجْرَ، وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ، وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ، إِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَهْلِينَا وَأَمْوَالَنَا وَأَوْلَادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللهِ الْهَنِيئَةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، يُمَتِّعُ بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ، وَيَقْبِضُ لِوَقْتٍ مَحْدُودٍ، ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى، وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى، وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللهِ الْهَنِيئَةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ، مَتَّعَكَ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ، وَقَبَضَهُ مِنْكَ بِأَجْرٍ كَبِيرٍ، الصَّلَاةُ وَالرَّحْمَةُ وَالْهُدَى، إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ فَلَا تَجْمَعَنَّ عَلَيْكَ يَا مُعَاذُ خَصْلَتَيْنِ، فَيُحْبِطُ لَكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَاتَكَ، فَلَوْ قَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ عَلِمْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَدْ قُصِرَتْ فِي جَنْبِ الثَّوَابِ، فَتُنْجِزَ مِنَ اللهِ تَعَالَى مَوْعُودَهُ، وَلْيُذْهِبْ أَسَفَكَ مَا هُوَ نَازِلٌ بِكَ، فَكَأَنْ قَدْ، وَالسَّلَامُ " حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَعْدِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حِينَ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ فَاشْتَدَّ وَجْدُهُ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ» الْحَدِيثَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ بَكْرِ بْنِ بَكَّارٍ الْقَعْنَبِيُّ، ثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَسَّانَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَسَّانَ، ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُعَزِّيهِ بِابْنِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: سَلَّامُ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ "، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُبَادَةَ. وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ نَحْوَهُ. قَالَ الشَّيْخُ ﵀: وَكُلُّ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ ضَعِيفَةٌ لَا تَثْبُتُ، فَإِنَّ وَفَاةَ ابْنِ مُعَاذٍ كَانَتْ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ ﷺ بِسَنَتَيْنِ، وَإِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ ⦗٢٤٤⦘ الصَّحَابَةِ فَوَهِمَ الرَّاوِي فَنَسَبَهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ. وَكَانَ مُعَاذٌ أَجَلَّ وَأَعْلَمَ مِنْ أَنْ يَجْزَعَ وَيَغْلِبَهُ الْجَزَعُ عَنِ الِاسْتِسْلَامِ، بَلِ الصَّحِيحُ مَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عَمِيرَةَ، وَأَبُو مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ مِنِ اسْتِسْلَامِهِ وَاصْطِبَارِهِ عِنْدَ وَفَاةِ ابْنِهِ، وَلَا يُعْلَمُ لِمُعَاذٍ غِيبَةٌ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَّا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَدِمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ ﵇، وَلَيْسَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ وَلَا مُجَاشِعٌ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى رِوَايَتِهِمَا وَمَفَارِيدِهِمَا

1 / 242