218

هلیة الأولیاء او طبقات الاصفیاء

حلية الأولياء و طبقات الأصفياء

خپرندوی

مطبعة السعادة

د خپرونکي ځای

بجوار محافظة مصر

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَصَابَ ذَنْبًا، فَكَانُوا يَسُبُّونَهُ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَجَدْتُمُوهُ فِي قَلِيبٍ، أَلَمْ تَكُونُوا مُسْتَخْرِجِيهِ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَلَا تَسُبُّوا أَخَاكُمْ، وَاحْمَدُوا اللهَ الَّذِي عَافَاكُمْ»، قَالُوا: أَفَلَا تُبْغِضُهُ؟، قَالَ: «إِنَّمَا أُبْغِضُ عَمَلَهُ، فَإِذَا تَرَكَهُ فَهُوَ أَخِي»
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: «ادْعُ اللهَ تَعَالَى فِي يَوْمِ سَرَّائِكَ لَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكَ يَوْمَ ضَرَّائِكَ» قَالَ الشَّيْخُ ﵀: وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ حَكِيمًا لَبِيبًا، وَنِحْرِيرًا طَبِيبًا. كَلَامُهُ يَكْثُرُ، وَمَوَاعِظُهُ تَغْزُرُ، حِكَمُهُ وَعُلُومُهُ لِذَوِي الْأَدْوَاءِ شِفَاءٌ، وَلِلْمُتَجَرِّدِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ دِفَاءٌ، كَانَ إِذَا نَظَرَ سَبَرَ، وَإِذَا ذَكَرَ جَبَرَ، لِمَفَاخِرِ الدُّنْيَا دَافِعٌ، وَلِمَرَاتِبِ الْعُقْبَى جَامِعٌ
كَذَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: «كَانَ وَاللهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْحُكَمَاءِ، وَالَّذِينَ يَشْفُونَ مِنَ الدَّاءِ»
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الرَّحَبِيِّ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: مَا لَكَ لَا تُشْعِرُ؟ فَإِنَّهُ لَيْسَ رَجُلٌ لَهُ بَيْتٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا وَقَدْ قَالَ شِعْرًا، قَالَ: " وَأَنَا قَدْ قُلْتُ فَاسْمَعُوا: [البحر الوافر] يُرِيدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ ... وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا مَا أَرَادَ يَقُولُ الْمَرْءُ: فَائِدَتِي وَمَالِي ... وَتَقْوَى اللهِ أَفْضَلُ مَا اسْتَفَادَا " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ الْقَصْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رَمِيسٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِرَاسَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: مَا لَكَ لَا تُشْعِرُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ

1 / 225