هلیة الأولیاء او طبقات الاصفیاء
حلية الأولياء و طبقات الأصفياء
خپرندوی
مطبعة السعادة
د خپرونکي ځای
بجوار محافظة مصر
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي مَرْثَدٌ أَبُو كَبِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَجُلًا، أَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ مُصَدِّقِي عُثْمَانَ ازْدَادُوا عَلَيْنَا، أَنَغِيبُ عَنْهُمْ بِقَدْرِ مَا ازْدَادُوا عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: «لَا، قِفْ مَالَكَ، وَقُلْ مَا كَانَ لَكُمْ مِنْ حَقٍّ فَخُذُوهُ، وَمَا كَانَ بَاطِلًا فَذَرُوهُ، فَمَا تَعَدَّوْا عَلَيْكَ جُعِلَ فِي مِيزَانِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، وَعَلَى رَأْسِهِ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: أَمَا نَهَاكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْفُتْيَا؟ فَقَالَ: «أَرَقِيبٌ أَنْتَ عَلَيَّ؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ هَهُنَا، ثُمَّ ظَنَنْتَ أَنِّي مُنْفِذٌ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَبْلَ أَنْ تَحْتَزُّوا لَأَنْفَذْتُهَا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَاشِدٍ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيْدٍ، ثَنَا ابْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ ابْنِ أَخِي أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَمِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لِعُثْمَانَ: ائْذَنْ لِي فِي الرَّبَذَةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَنَأْمُرُ لَكَ بِنَعَمٍ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ تَغْدُو عَلَيْكَ وَتَرُوحُ، قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، تَكْفِي أَبَا ذَرٍّ صِرْمَتُهُ " ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: «اعْزِمُوا دُنْيَاكُمْ، وَدَعَوْنَا وَرَبَّنَا وَدِينَنَا» وَكَانُوا يَقْتَسِمُونَ مَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ عِنْدَهُ كَعْبٌ فَقَالَ عُثْمَانُ لِكَعْبٍ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ جَمَعَ هَذَا الْمَالَ فَكَانَ يَتَصَدَّقُ مِنْهُ وَيُعْطِي فِي السُّبُلِ وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ خَيْرًا، فَغَضِبَ أَبُو ذَرٍّ وَرَفَعَ الْعَصَا عَلَى كَعْبٍ وَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ يَا ابْنَ الْيَهُوَدِيَّةِ؟ لَيَوَدَّنَّ صَاحِبُ هَذَا الْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ كَانَتْ عَقَارِبُ تَلْسَعُ السُّوَيْدَاءَ مِنْ قَلْبِهِ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خِرَاشٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ بِالرَّبَذَةِ فِي ظُلَّةٍ لَهُ سَوْدَاءَ، وَتَحْتَهُ امْرَأَةٌ لَهُ سَحْمَاءُ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى قِطْعَةِ جَوَالِقَ ⦗١٦١⦘، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ امْرُؤٌ مَا يَبْقَى لَكَ وَلَدٌ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَأْخُذُهُمْ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ، وَيَدَّخِرُهُمْ فِي دَارِ الْبَقَاءِ»، قَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ لَوِ اتَّخَذْتَ امْرَأَةً غَيْرَ هَذِهِ، قَالَ: «لَأَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَضَعُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ امْرَأَةٍ تَرْفَعُنِي»، فَقَالُوا لَهُ: لَوِ اتَّخَذْتَ بِسَاطًا أَلْيَنَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: «اللهُمَّ اغْفِرْ خُذْ مِمَّا خُوِّلْتَ مَا بَدَا لَكَ»
1 / 160