أما نفسك فلا تزال في العبودية لم تستطع في الحرية أن تقبس قبسا من الكرم. حملتني على صيانة سلطان جائر وعلى إتيان ما يكذب شرف أصلي، وقاومك قلبي فجعلت تكافحه حتى لوث خداعك فضيلته، فأضاع علي الحياة وأفقدني المجد. أنا الجدير بكل هذا لأنني صدقتك، ستبيح الآلهة لي أن أسفك دمك بمرأى من الحبيبين. ويومئذ أجترئ فأؤكد أن دمي، وإن حمل أثر جرمي تقدمة لهما، لا يخلو من النقاء، إذ أكون قد بطشت بك عدلا، وغسلت بدمك جريمة الاستماع لك والركون إليك.
الفصل الخامس
المشهد الأول
أغسطس، سنا
أغسطس :
خذ مقعدا يا سنا، خذ، والزم قبل كل شيء حد الأمر الذي آمرك به. أعر سمعك حديثي، ولا تبلبلني، ولا تقطع علي القول بكلمة أو صرخة! قيد لسانك. وإذا شق عليك، مع موقع القول منك، ذلك السكوت إلى مدى طويل، ففي وسعك أن تجيبني بعده بما يبدو لك، هذا، لا سواه ما أرغب فيه إليك، فامتثله.
سنا :
إني مطيعك يا مولاي.
أغسطس :
تذكر وعدك بالاستماع صامتا وسأنجز وعدي. ولدت يا سنا ينميك آباء كانوا أعداء أبي وأعدائي.
ناپیژندل شوی مخ