أجمع الباحثون على أن عوامل وضع «سنا» نوعان: أدبية وتاريخية.
فالعوامل الأدبية هي تلك التي نجمت عن «معركة السيد» فالنجاح المنقطع النظير الذي أحرزته هذه المسرحية أحدث في الأوساط الفكرية ما يشبه الإعصار، حتى أن الممثل موندوري الذي قام بدور «السيد» - رودريغ - كتب إلى بلزاك:
ليتك تأتي إلى باريس لترى هذه المسرحية التي سحرت المدينة. ازدحم الناس في القاعة حتى أصبحت الزوايا المخصصة للخدم أماكن مرموقة للأشراف.
وكتب الناقد بليسون:
يصعب وصف الترحيب الذي استقبلت به هذه المسرحية. فكل من رآها أراد رؤيتها من جديد، فما تعب أحد منها. وفى الأوساط والأندية كان التحدث عنها كل ما يقال ويسمع، وكان الجميع يحفظون شيئا من أبياتها عن ظهر قلب، وبوشر تعليمها للأولاد في أماكن عديدة من فرنسا، وانطلق مثل على الألسنة هو: «هذا جميل كالسيد».
ولم يكن إعجاب الملك أقل من إعجاب شعبه، فرفع كورناي وأباه إلى مرتبة الأشراف، مما أثار حفائظ الكتاب والشعراء، أمثال: ميريه، وسكوديري، وكلافريه، فاتهموا المؤلف بخرق «القواعد الكلاسيكية» ولا سيما وحدة الزمان والمكان، وادعوا أن القصة لا يمكن أن تحدث في أربع وعشرين ساعة، وأن حوادثها وقعت في أماكن عديدة.
وادعى ميريه أن كورناي «سرق» موضوعه من مسرحية اسبانية. فرد كورناي ردا رصينا لا يخلو من العنف قال فيه:
لست مدينا بشهرتي إلا لي وحدي، ولا أظن أن هناك منافسا لي لا أشرفه حين أعتبره ندا.
وتدخلت الأكاديمية فحسمت الخلاف بقولها:
إن في السيد جمالا نادرا ما يكون له مثيل، وهو من أجمل الشعر المعروف حتى الآن.
ناپیژندل شوی مخ