أنت لا تخشى شيئا في سبيل خدمتي، ولكنني فيما أسالك من هدر دم غيرك أخشى هدر دمك، وهيهات أن تقطف الرؤوس من تلك الذرى الشماء من غير أن تستنزل على قاطفها الزعازع والعواصف.
في الفوز ريب، وأما الخطر فلا ريب فيه، ورب صديق غير صدوق وشى بك، وباح بسرك. أو رب تدبير لم تحكمه، وفرصة لم تحسن انتهازها، أساءا منقلبك وصبا على رأسك الضربات التي كنت تريد أن تصبها على رأس عدوك.
قد تصرعه فيجرك في مصرعه، ومهما يوح إليك حبي من عظائم الأمور في سبيل رضاي، لن تأمن حين ترمي بعدوك من حالق أن يذهب بك في انحداره إلى مهواته.
آه! كف يا حبيبي عن هذه المغامرة المهلكة. فما انتقامي بانتقام إذا جر إلى الإيذاء بك. إن أقسى القلوب لهو الذي يرى السرور في أماني تفسدها مرارة الدموع.
وإن أوجع الأرزاء لهو أن نشتري موت عدو باستنزاف ما في عيوننا من العبرات.
ولكن أيسفح الدمع من ينتقم لأبيه؟
وهل من خسارة فادحة لا تهون في جانب الأخذ بثأره؟
إذا حملنا الحملة الصادقة على قاتله فأرديناه، أيحق لنا التفكير فيما يسومنا موته من عذاب؟
حسبك أيتها المخاوف الباطلة.
حسبك أيتها الرقة الزرية أن تشغلي قلبي بما يثبط عزيمتي!
ناپیژندل شوی مخ