لأجل ذلك كان امره خطيرا واجره عند الله عظيما وقد جعله سبحانه فوق الاجناس والاوطان فوق الأموال والأبدان. واشهر سيفه في وجه معارضيه وهو للشرائع كالقطب من الرحا تدور هى حسب الأزمنة والامكنة ولكن لا تدور الا عليه ولا ترجع إلا إليه وهو هو لم يتبدل ولم يتغير لان متعلقه معرفه الله والله سبحانه دائما هو هو فى الازل وبعده في الدنيا والاخرة وعقيدتنا في التوحيد فى الدنيا هى عقيدتنا في التوحيد فى الاخرة.
هذا ما يوجبه الايمان الصادق وكل ما يغاير هذا فهو نشوز عن شرعهتعالى وتمرد عن طريقه ومما تقدم ندرك حقيقة ان امر الشرك مهول وشأنه فظيع لأنه الفناء والموت لأنه الخراب والشقاء لأنه الفوضى والارتباك لأنه الظلم والظلام ولأجل ذلك أعلن الله الحرب على معتنقيه وسجل عليهم من الغضب والسخط مالا يزيله الا الانابة منه اليه.
فالدعوة الى التوحيد دعوة الى الاسلام العام ، دعوة الى الهناء الدائم، دعوة الى الراحة الشاملة، دعوة الى السعادة الخالدة.
والداعي اليه ليس محسنا لنفسه فقط ولكنه محسن الإحسان العظيمة الى الانسانية جمعاء ، والى البشرية بأكملها، ذلك الاحسان لا يعد له الا اسعاد البشر كلهم في الدنيا والاخرة لأنه يدعوهم الى ما يوصلهم الى كل ذلك والداعي الى الخير كفاعله والدعوة الى الكفر دعوة الى الشقاء العام ، دعوة الى الخزي في الدنيا والعذاب في الاخرة.
والداعي اليه لم يسيء لنفسه فقط ولكنه يسيء كل الاساءة الى البشر كلهم فهو أكبر مجرم في الدنيا لا تعادل جريمته الا اهلاك البشر كلهم في الدنيا والاخرة لأنه يدعوهم الى ما فيه شقاؤهم اجمعين والداعي الى الشر كفاعله.
وقد أقام الله سبحانه الحجة على البشر اذ خلق لهم العقول تميز الحسن من القبيح والطيب من الخبيث فكانت هي مناط التكليف وبوجودها وجب وبعدمها سقط.
مخ ۸