حکمت متعالیه
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
1981 م
نفسه فيكون حقيقة بسيطه كالوجود منقسما بانقسامه فمنه نور واجب لذاته قاهر على ما سواه ومنه أنوار عقلية ونفسية وجسمية والواجب تعالى نور الأنوار غير متناهي الشدة وما سواه أنوار متناهية الشدة بمعنى ان فوقها ما هو أشد منها وإن كان بعضها كالأنوار العقلية لا يقف آثارها عند حد والكل من لمعات نوره حتى الأجسام الكثيفة فإنها أيضا من حيث الوجود لا تخلو من نور لكنه مشوب بظلمات الاعدام والامكانات كما بيناه في شرحنا لحكمه الاشراق وان أريد به هذا الذي يظهر به الأجسام على الابصار فاختلفوا في حقيقته فمنهم من زعم أنه عرض من الكيفيات المحسوسة.
ومنهم من زعم أنه جوهر جسماني لكن ينبغي على من يرى أنه عرض ان يعلم أنه ليس من الاعراض التي تحصل بانفعال المادة وبالاستحالة بل يقع دفعه من المبدء الفياض في محل قابل إياه اما بمقابله نير واما بذاته وكذا ينبغي على من يزعم أنه جسم ان يذعن انه ليس من الأجسام المادية المشتملة على قوة استعدادية تنفعل بها عن تأثير فاعل غريب فهو على تقدير جسميته يكون خاليا عن الكيفيات الانفعالية كالرطوبة واليبوسة والثقل والخفة واللين والصلابة وأمثالها وكذا عن الكيفيات الفعلية المقتضية لتلك الانفعالات كالحرارة الموجبة للحركة إلى فوق وللتفريق والجمع وما شابهها وكالبرودة الموجبة للثقل والكثافة والجمود وأمثالها بل لا بد وأن يكون من الأجسام الكاينة دفعه بلا استحالة وانتقال لكن الزاعمين انه جسم اشتهر بينهم ان النور أجسام صغار تنفعل عن المضئ ويتصل بالمستضئ وذلك ممتنع لان أكثر النيرات المضيئة أجرام كوكبية دائمه الإنارة لا ينفصل اجزاؤها عنها دائما والا يلزمها الذبول والانتقاص وخلو مواضعها عن تمام مقدارها أو مقدار اجزائها أو كونها دائمه التحليل مع ايراد البدل عما يتحلل عن جرمها فيكون أجسامها أجساما مستحيلة غذائية كائنة فاسده وذلك محال من الفلكيات واما الذي ذكر في كتب الفن لابطال مذهب القائلين بكون الأنوار المبصرة أجساما فوجوه:
مخ ۸۹