حکمت متعالیه
الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
1981 م
فصل [22] فيما يظن دخوله في الكيفيات اللمسية وليس منها فمن ذلك الخشونة والملاسة والصلابة واللين وانما يقع الاشتباه في مثل هذه الأمور لعدم الفرق بين ما بالذات وما بالعرض فالخشونة اختلاف الاجزاء والملاسة استوائها وهما من باب الوضع على أن المحسوس ليس مجرد الوضع أيضا بل امر آخر من صلابة أو لين أو حراره أو برودة أو غيرهما فليسا من هذا الباب.
اما اللين فله صفتان الانغمار الحاصل فيه وهو من باب حركه مع تقعير في سطحه منها وهو من باب الكيفيات المختصة بالكميات وليس اللين نفس هاتين الصفتين لأنه موجود مع عدمهما ولأن اللين غير محسوس بالبصر وهما محسوسان به فاللين عبارة عن استعداد تام نحو الانغمار وكذا الصلب فيه أمور بعضها عدمي وهو عدم الانغمار وبعضها وجودي فمنه المقاومة المحسوسة ومنه بقاء الشكل وليست الصلابة شيئا منها.
اما العدم فظاهر اما الشكل فقد علمت اما المقاومة فلو كانت صلابة كان الهواء الذي في الزق المنفوخ صلبا وكذا الرياح الهابة بل الصلابة هي الاستعداد الطبيعي نحو اللا انفعال والاستعداد واللا استعداد ليسا مما يدرك بالحس فضلا عن اللمس فالصلابة واللين من باب الكيفيات الاستعدادية.
واما ساير الكيفيات الحاصلة بالامتزاج بين أوائل الملموسات أعني الأربع الفعليتين والانفعاليتين فاللائق بذكرها موضع آخر حين نشتغل بذكر مباحث الأجسام الطبيعية.
واما الكيفيات المذوقة وان ناسب ان تردف بهذا المقام لكون المذوق تلو الملموس لكن أخرناها لكون البحث عنها مختصرا فحاولنا ارداف الكيفيات المبصرة بهذا الموضع استمدادا من فاعل الخير والجود واستجلابا لإفاضة العلم واكمال الوجود
مخ ۸۴