واختلف في تاريخ وفاته؛ فقال بعضهم: إنه بعد ظهور آخر مؤلفاته سنة 656 هجرية عاش 30 سنة في الزهد والتنسك، فيكون قد توقف عن التأليف لما بلغ سن 85 سنة، وتوفي عن 115 سنة، وقال اللامعي - أحد المؤلفين الإيرانيين: إن السعدي كتب آخر مؤلفاته وله من العمر 70 سنة، وتوفي سنة660 هجرية عن 89 سنة، وذهب بعض المؤرخين إلى أنه توفي عن مائة وسنتين سنة 1291 للميلاد.
وقد شهد له علماء الشرق والغرب بطلاوة كتاباته ومنظوماته، وبداعة معانيها ورقتها، وقد جمع في كتاباته بين التصوف والتورع ففاق فيه لوكان الفيلسوف القديم الزينوي المذهب، وبين الطلاقة ورقة المعاني ففاق فيها هوراس الفيلسوف اليوناني القديم. وكانت معارفه متسعة، وله إلمام بأهم اللغات الشرقية واللاتينية، وقد نال شهرة كلية في كل أقطار العالم، وله مقام سام بين أصحاب الذوق والتآليف الشعرية والنثرية، وكتبه كثيرة الانتشار والتداول في بلاد العجم والعراق حتى لا يكاد يخلو منها أحد.
وقد كان على غزارة معارفه وسعة اطلاعه وانعكافه على الصلاة لطيف المعشر، رقيق الجانب، سريع الجواب؛ حكي أنه دخل الحمام يوما، وكان فيه الخوجة همام التبريزي، فسأله: من أين الرجل؟ فقال: شيرازي، فقال: كل العجب من ذلك؛ فإن الشيرازيين عندنا أكثر من الكلاب، فأجابه على الفور: والأمر عندنا بالخلاف؛ فالتبريزيون أقل من الكلاب. ا.ه .
2
جولستان أو روضة الورد
في الزهد والحكمة «لم نعلمك حق العلم»
باب الإلهيات
أياعجبا كيف يعصى الإل
ه أم كيف يجحده الجاحد؟!
وفي كل شيء له آية
ناپیژندل شوی مخ