260

============================================================

خصال يسرء بها الحاهل ، كلها وبال عليه : منها أن تيمدح من العلم والفضل بما ليس فيه * ومنها أن يرى بالأخيار والأفاضل من الاستهانة والحفوة (1) ما يشتبه بهم ؛ ومها أن بجادل عالما منصفا وديعا فى القول ، فيشتد صوت الحاهل ، ثم ينصره نظراؤه من الحهال حوله (2) بعلو الصوت والحلبة وكثرة الضحك، ومها أن تفرط منه الكلمة (182/ المعجبة للقوم فيذكرونها؛ ومنها أن يكون مجلسه فى المحفل وعند السلطان فوق مجالس أهل الفضل : من الدليل على سخافة المتكلم أن يكون ما يرى من ضحكه ليس محسب ما عنده من القول، أو يكلم صاحبه قيجاذبه الكلام ليكون هو المتكلم، أو يتمنى أن يكون صاحبه قد فرغ فأنصت له ، فاذا أنصت لم يحسن أن يتكلم .

لا يومنتنك شر الحاهل قرابة ولا جوار ولا إلف، فان أخوف ما يكون حريق النار أقرب ما يكون منها . وكذلك الحاهل ، إن جاورك أنصبك ، وإن ناسبك جنى عليك، وإن ألفك حمل عليك ما لا تطيق، وإن عاشرك آذاك وأخافك ، مع أنه عند الحوع سبع ضار، وعند الشبع ملك فظ ، وعند المواققة فى الدين قائد إلى النار . قأنت بالهرب منه أحق منك بالهرب من سم الأساور والحريق المضطرم والدآين الفادح والداء العياء : قال بعض الصالحين : لا يكون المرء زاهدا حتى يزهد فى عمره، وإلا هر متزهد.

قال الله عز وجل(2) من قائل : "فتمنوا الموت إن كنتم صادقين"(4) .

وقال عيسى عليه السلام : أتريدون الدتيا للبر؟ - فترك الدنيا أبرلكم .

الموت فزع الأغنياء وشهوة الفقراء .

لا يكون الحكيم حكيما(5) حتى يعلم أن الحياة تسترقه ، والموت يعتقه .

لا تستغنوا عن الناس فيستغنوا عنكم ، وصانعوا الناس وآخوهم على قدر ما فيهم من الخير، ولاتطلبوا الكمال فانه عزيز، ولكن لابوهم بقدر مافيهم (2) [82ب] من الخير والفضل ، ولولم يكن إلا لكف (7) شرهم، فآخوهم لذلك .

(1) والجفوة : ناقصة فى ط (3) ط : وقال الله جل من قائل 2) ص: حلوه 4) سورة البقرة،: آية 88 (0) ص: حليما: (2) ص : الا الكف من شرهم (1) ص: فيه 12

مخ ۲۶۰