191

============================================================

وقال محمد بن الحنفية فى قوله عز وجل (1) : "فاصبر صبرأ حميلا "(2) قال : صبرا لا يشوبه الشكوى إلى الناس . فقال : ومن شروط الصبر أن تعرف كيف تصر، ولمن تصبر، وما تريد بصبرك، وإلا كنت كالهيمة تصبر أو تضطرب من غير معرفة بحقوق الصير ولا وضعه فى موضعه.

جعل لرجل جعل سعلى أن يسفه الأحنف، فأتاه، فقال له (2) : يا أبا حر ! لا حياك الله - فضحك ، وقال : هل لك فى طعام(4) أو شراب ؛ فانك تحدو بجمل ثقال - وجعل لآخر شىء على أن(5) يستخفه؛ فاناه فأوسعه شتما، فتبسم وقال : ما أعلمهم آين وضعوا خطرهم .- وعابه رجل بالدمامة وقال : لأن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه - فقال : لقد عبتى بمالم أوامر فيه.

كان أكثم بن صيفى يقول : من اكرام الرجل نفسه ألا يتكلم بكل ما قد أحاط به علما . والعرب تقول : رب [154] كلمة تقول : دعنى!

وكان فى محراب غمدان مكتوبا (2) بالسند: فى صدره : سلط السكوت على لسانك إن كانت العاقية من شأتك، وفى الحانب الأيمن منه : السلطان نار فانحرف عن مكافحتها: وفى الحانب الأيسر منه: ول الثكل (2) أم غيرك .

وقيل لعيسى عليه السلام : دلنا على صالح عمل نستحق به الثواب !

فقال : لا تنطقوا أبدا ! فقالوا : وكيف نستطيع ذلك؟ فقال : فلا تنطقوا (8) إلا بخير.

وقال حكيم : إنما حمد الناس السكوت لأنه وعاء الأخبار (9)، وتأولوا قولهم : لو كان الكلام من فضية لكان السكوت من ذهب : إن الكلام لو كان ف طاعة الله من فضية لكان السكوت والامساك عن معاصيه من ذهب .

(1) سورة العارج، آية:5 (2) ص : فاصبر الصبر الجميل - والتصحيح بالهامش (3) له يا : تاقصة فيف (4)ف: و 5) ف: آنه ر ص: مكتوب ف: عدان- راجع عن غدان وقصر غدان : مجم البلدان لياقوت 1 ص 301 - ص 303 (2) ص: الكلل امر: (4) ف : لا0(9) ف: الاختيار

مخ ۱۹۱