أن تحضر له الطمي، وغطست العلقة في أعماق المحيط وملأت بطنها من الطمي، ثم صعدت إلى سينجابونجا وطرشت الطمي من معدتها في يد الإله الذي شكل الأرض منه.
وهذه واحدة من أوسع أساطير الخلق المتصلة بموضوعنا عن الحكايات الطوطمية الحشرية، والمرتبطة بخلق الأرض عن طريق إرسال نصف رسول منفذ، يأمر فيطيع منفذا.
وهم غالبا ثلاثة طيور أو حيوانات - الثالثة ثابتة - يغوصون وسط مياه المحيط الصاخب لإحضار مادة خلق الإنسان والعالم، وفي بعض الحالات يهدف الإله أن يحضروا التربة من الأعماق، وغالبا ما يفشل الرسولان الأولان، والثالث فقط هو الذي ينجح في إحضار الطمي أو التربة التي عن طريقها ستشكل الأرض.
وفي عديد من قصص الخلق الطوطمية المتنوعة - من وسط وشمال آسيا - يحاول الشيطان إحضار الطمي من أعماق المحيطات، وغالبا ما يفشل مرتين أو ينجح في المرة إلى الحيوات والحيوان.
ونماذج أساطير خلق الأرض لها أشكالها المتنوعة عند عديد من القبائل الهندية القديمة، ووسط وشمال آسيا، وفي شمال أمريكا وغرب الهند الأمريكية.
ففي كينيا تعد قصصا شعبية، وهي أيضا قصص شعبية في أوروبا الشرقية ورومانيا وروسيا وإستونيا وفنلندا وكل مكان.
ونحن لا نقصد هنا طرح الأساطير المتنوعة حول منوعات هذه الأسطورة، أو حتى مجرد تتبع أصلها البعيد، ويكفي أن نلاحظ هنا أن كل الاحتمالات تشير إلى أن الأسطورة الأم منشؤها الهند، كما تؤكده أغلب المصادر الهندية، خاصة في البرجاباتي عند البراهمة، وفيها يتخذ الرسول هيئة الخنزير البري (الحلوف) أو السلحفاة، يغوص في مياه المحيط الفطرية ليحضر مادة الأرض من قاعه.
والغرض من هذا الاستطراد هو في جذب انتباه الفولكلوريين والدارسين لهذه الأسطورة، وللحقيقة العلمية التي ينفرد بها اليهود والعرب والفلاشا والأحباش، ومن جانب ثان لمدى الأهمية التي قد يجنيها باحث الفولكلور وجامعه من مجرد الاهتمام بالحكايات الطفولية لقصص الحيوان والزواحف والنبات الطوطمية.
وتجدر الملاحظة إلى أن المتنوعات السامية لهذه الأسطورة تنفرد باحتوائها على خلق الإنسان الأول - آدم أبو البشر - بعكس الفولكلور اللاسامي الذي تتوقف حدوده عند مجرد خلق الأرض، والأدوات الثلاث المشار إليها وهي: الطمي، الطين، التراب، والتي بحث عنها أنصاف الرسل الثلاثة الذين لا أهمية لاثنين منهما، والثالث فقط هو الذي نجح، والموتيفة الأخيرة شائعة في الأساطير السامية وغير السامية، وليس هناك خط فاصل بين الخلق الأصلي للأرض ومخلوقاتها بعد الطوفان أو فيما قبله.
وتصف أسطورة الخلق عند الشيروس والهنود أن الإله الأكبر «بهاجوان» تضايق من الرسولين الأولين اللذين أخفقا، وأمر الرسول الثالث بأن يحضر الطمي من أي مكان، فأحضره «جارو» من السماء، وليس من أعماق المحيط العميق القديم الفطرية.
ناپیژندل شوی مخ