إلى أن خلف الضحاك على عرش فارس ملك هو أفريدون الذي تنسب له أساطيرهم أنه ملأ الدنيا عدلا بعد جوره، إلى أن دخل عليه أفريدون وقتله بالعمود الذي في رأسه صورة ثور، وقطع من جلده وترا قيده به، وحمله إلى جبل دنباوند وحبسه في بئر هناك، وقال له الضحاك: إنما تقتلني بجدك جم.
وذكر أبو تمام قال:
ما نال ما قد نال فرعون ولا
هامان في الدنيا ولا قارون
بل كان كالضحاك في سطوته
بالعالمين وأنت أفريدون
ويدعي المجوس أنه محبوس حي بجبل دنباوند كإبليس إلى يوم القيامة، فاتخذ الناس يوم حبسه عيدا سموه «مهرمن مهرماه» أي المهرجان. ومن أقوال أفريدون: «من لم يعرف مكاسبه فهو متهم بالسرقة»، و«الخائن لا يعتمد أحدا»، «العبيد خمسة: الخباز والطباخ والساقي والفراش والوصيف.» «أما الأعداء الخمسة فهم: السفلة والحاسد والعبد والمرأة والمستعمل على العامل مكانه.»
ووزع ملكه على أولاده الثلاثة: «سلم وتوز وإيرج»، فإيرج ملك إيران إلى جانب أبيه أفريدون، لكنهما تآمرا عليه فقطعا رأسه وأرسلاها إلى أفريدون، وكتبا إليه: «هذا هو الرأس الذي آثرته علينا.» وجزت أربعة آلاف جارية شعورهن حزنا عليه، أما الملك فضعف بصره، وكان يضع رأس إيرج على الرماد في إناء من ذهب وينوح عليه حتى ينام.
ثم تملك منوجهر بن إيرج العرش وعندما تحاربا وقطع رأس توز أرسلها لأبيه أفريدون فقال: «لا مرحبا بدهر أحوجني إلى أن أقتل بعضي ببعضي.»
وتملك منوجهر وخطب في الناس: «لقد مضت قبلنا أصول نحن فروعها، وما بقاء فرع بعد ذهاب أصله.» وهو أول من خندق الخنادق، وأول من اتخذ لكل قرية عمدة، وكان قائده سام بن نريمان، ولقبه عمدة الدنيا، وكان يتمنى مولودا، ولما طعن في السن فرزق بولد أبيض شعر الرأس والحاجب والأشفار، فأنكره وأهمله، وحملته العنقاء وربته في أعلى الجبال الشاهقة، إلى أن جاءه أبوه واسترده وسماه «زال» أي الشيخ، وطلب الملك أن يراه وعشقته ابنة مهراب ملك كابل حين سمع بجمالها.
ناپیژندل شوی مخ