يا ليل يا عين ما عرفش أكذب، «والضفدعة راكبة مركب»، «وأبو فصادة حارسها»، «والقط لسود ريسها».
أو كانت حكايات جان وعفاريت وعالم ما تحت الأرض، أو كانت حكايات هزلية أقرب في تعميمها إلى النكات والقفشات والنوادر المرتبطة أكثر بالحياة اليومية وضغوطها، فهي غالبا ما تتندر بغياب العدالة، والقضاة المرتشين، والحكام السفهاء، والوزراء الحمقى، وأفعوانية وتهافت ونفاق المشعوذين وتجار الأديان وخصيان السلطة.
فمثل هذه الحكايات الهزلية قد تخلو من عناصر الخرافة والخارقة، وإذا وجدت فهدفها بلورة الموقف الانتقادي الساخر، وخير مثال لهذه الحكايات: حكايات إيسوب، والديكاميرون لبوكاشيو.
وأقدمها أوديسا هومير الذي سخر من آلهة الأولمب إلى حد المسخرة، وبلاوتوس - الجندي المجيد - والمؤرخ الهليني اليهودي فلافوس يوسيفوس، وبوكاشيو في ليالي الديكاميرون، وسترابا رولا في العصور الوسطى.
وحتى لا نخرج على موضوعنا، نعود إلى تأكيد أن قنوات رصد مختلف أفرع الحكايات الفولكلورية شديدة التخصص ورصد الجزئيات أو العبارات أو المقولات الرئيسية، التي كما ذكرنا تصل إلى آلاف مؤلفة، منها: سكك السلامة والندامة، واللارجعة، وتحولات الإنسان إلى حيوان، والجارية أو الزوجة المضطهدة مثل هاجر وراحيل
4 - أم النبي يوسف - ورجم القردة والحيات والقنافذ - غنم سيدنا شعيب - الزانيات، وكذا تحولات سحر الشبيه - أو الشبشبة - الذي ينتج الشبيه، وتأثير الأشياء المتصلة في بعضها البعض عن طريق الأثر أو الأتر
5
كوسيلة لإخضاع الظواهر الطبيعية، وكذا سحر المشاركة والتمثل أو التوسل بالضحية أو خروف العيد - الكبير - والتضحية بالأبناء فاتحي الرحم، وكذا الأطفال الموعودين الذين تصاحب الخوارق أو الكوارث مولدهم، مثل: إبراهيم ويوسف وموسى وسميراميس وأوديب والمئات غيرهم.
خلاصة القول أنه أصبح اليوم في مقدور أي باحث أن يرسل في طلب منوعات أي فكرة أو جزئية محددة أو عينية من أحد المراكز الدولية للفولكلور لتصله على الفور هذه المنوعات ومترادفاتها على مستوى القارات الخمس، يكفي - مثلا - أن تطلب منوعات جزئية الأطفال الموعودين ... وكذا ما يتصل بطرح الطفل حديث الولادة في الماء؛ للتعرف على شرعية تملك الطفل حين يطفو على وجه الماء، وما يتصل برجم الحيوان - الثور - النطاح أو الزاني، وقدح يوسف، وقراءة الفنجان والمندل، ودق النواقيس والأجراس، وفولكلور المعادن، والأشجار والطيور والحيوانات، وجلد الماعز، ودم الحيض، وتقديس الأرقام (5 / 12 / 72) والطهارة والنجاسة والاستنجاء، وتقديس عتبات البيوت والأحجار، والجهة - مثل القبلي - وأربعة أركان التابوت، أو الجهات الأربع، أو الأقطاب الأربعة، وكذا الصيام، والعدد وإقلاله البركة.
وكذا الختان وأخذ الوش - غشاء البكارة - والثنائية أو صراع النور والظلمة، وخرافات الجان والعفاريت والهواتف والنداهات، وحكايات اللصوص والشطار وذوي العاهات والأبطال الخرافيين، أو المغامرين النزقين الذين يغلب عليهم الذكاء وسعة الأفق والحيلة، وهي خصيصة يتميز بها فولكلورنا المصري والعربي في إطار فولكلور البحر المتوسط بعامة.
ناپیژندل شوی مخ