فالفردوس الإلهي فكرة سومرية المنشأ والأصل في أرض دلمون، وهو نفس الموضع الذي عينته الأساطير البابلية للساميين الذين غزوا السومريين وأخضعوهم، وسموا هذا المكان «أرض الأحياء» التي يعيش فيها الخالدون، ثم فردوس التوراة، وهو «بستان» غرس شرق «عدن»، المكان الذي تنبع من مياهه أنهار العالم الأربعة ومنها: دجلة والفرات.
والجزئية الخاصة برواء دلمون من جانب إله الشمس بالماء العذب الذي ينبع من الأرض، لها نظيرتها في التوراة: «ثم خرج من الأرض ضباب، فسقى وجه اليابسة جميعه» (ت2-6)، وولادة الإلهات التي تمت بلا مخاض وألم، ثم لعنة حواء، وإشراكها أسطوريا في دم الإله الذكر الذبيح.
وكذا أكل الإله إنكي من النباتات الثمانية، ولعنة آدم بعد أكله من شجرة المعرفة.
ثم فكرة خلق حواء «أم جميع المخلوقات» من ضلع آدم، وحواء كما وصفتها التوراة بأنها «تلك التي تحيي؛ أي تسبب الحياة»، ففي الأسطورة السومرية كان أحد أعضاء إنكي الذي أصابه المرض هو «الضلع»، والكلمة السومرية للضلع هي «تي» وسميت الإلهة التي خلقت من أجل أن تشفي ضلع إنكي باسم «نن-تي» أي «سيدة الضلع».
وأول من سبق أن اهتدى إلى تفسير فكرة الضلع التوراتية - في أساسها السومري - الباحث السومري الأب شايل:
في دلمون لا ينعق الغراب الأسود،
ولا يصيح طير ال «أندو» ولا يصرخ،
ولا يفترس الأسد،
والذئب لا يفترس الحمل، ولم يعرفوا الكلب المتوحش الذي
يفترس الجدي، ولم يعرفوا ... الذي يفترس الغلة، ولم توجد الأرملة
ناپیژندل شوی مخ