والمتحول بدوره، من حيث كان من طبقة إلى أخرى، وهكذا تلفظه الجنية في نهاية الحكاية الخرافية، أو هو يصحو من إغفاءته ليجد نفسه حيث كان فقيرا معدما نهبا للندم؛ حيث إنه لم يصن النعمة، ويفتقد إلى الوفاء؛
3
نتيجة لما صعد إليه من غنى وجاه.
بل كثيرا ما تعرج بعض التنويعات عن نمط الحكاية الخرافية - التي على هذا النحو - إلى الاستطراد الشديد المستهدف تأكيد جزئيات المقولة الاجتماعية المفضية إلى الوصول بالمأثور إلى أقصى مداه الوعظي التعليمي الطبقي.
فقد يلتقي بطل الحكاية الكادح - منذ خروجه مبكرا إلى عمله اليومي - براع خرافي يرعى بهائمه في مكان صحراوي مجدب، بينما الزرع والكلأ يملأ الأرض من حوله، فيتوقف سائلا: لماذا ترعى في الجدب، وها هي المراعي والزرع الأخضر؟
وفي البداية ينهره الراعي الحكيم مرات، إلى أن يفضي إليه بأحد أوجه ذات المأثور أو النصيحة المقدسة قائلا بأن: «من يشبع ينطح.» بمعنى أنه يتعمد أن لا يشبع غنمه أو مواشيه؛ حتى لا تخرج طبعا عن طاعته.
ولعلها بالطبع نفس التنويعة للمأثور العربي المعروف عن «جوع كلبك يتبعك».
كما يلاحظ أن ذات المأثور قد يواصل سريانه وتطابقه مع كل ممارسات التربية والحكم، ومع المرأة بإزاء الرجل، عن قص جناح المرأة أو الزوجة أو العشيقة للرجل أولا بأول من جانب مقابل.
وعادة ما يصل التجانس إلى حد التطابق بين الحكايات المصرية السودانية بالنسبة لهذا النمط من الحكايات التي جوهرها التحولات، من سحرية لطبقية اجتماعية، سوى أن السودانية أكثر خشونة، وأكثر تعاملا مع الحيوانات وزواحف الأرض، والإيماء إلى مراحل أكثر بهيمية بالمعنى الأنثروبولوجي، من ذلك الاتصالات البشرية الحيوانية، والإشادة بفضائل الحيوان التي كثيرا ما يفتقدها الإنسان، وإن كانت هذه الخصيصة أشمل في كل فولكلور العالم، خاصة الهندي الآري كما سيتضح.
وكذلك بالنسبة لاقتران الإنسي بالجنية بشرط الالتزام بتابو محدد، حتى إذا ما أخل أحد الطرفين بهذا العهد أو الوعد، انحل الزواج أو المعاشرة، وعاد كل منهما إلى عالمه ونوعيته ووضعه الاجتماعي حيث كان.
ناپیژندل شوی مخ