10
الذي جمعه هيرودوت من مصر، تطرح ابنة الملك - البغي - لغزها الممثل في أن تطلب من طلاب الاتصال الجنسي بها سماع أغرب وأعجب حكاية صادفها البطل في حياته، وينجح البطل اللص حين يخبرها بأنه حين اضطر لقطع رأس أخيه.
أما لغز فاطمة الجميلة في حكاية الخلخال السودانية، فهو إجادتها للعبة سودانية شعبية منقرضة تعرف ب «المانقلا»، تجرد طالب الاتصال بها من ثروته - وربما ثيابه - حين تهزمه.
والمرأة في الحكايات السورية واللبنانية والأردنية لها جانبها العشتروتي؛ حيث إنها تشترط على من يتزوجها «أن ينام معها أولا ليلة واحدة، فإن أدركه الصباح وهو حي قبلته زوجا».
فتكمن جدلية الحزر أو التابو في أنه محمل ببذور فنائه، طالما أن بطل الحكاية قادر في نهاية الأمر على الانتصار في اقتحام المخاطر والمحظورات، وإلحاق الهزائم بكل ما يعترض طريق رحلاته العبورية المتفائلة دوما، بل إن لمثل هذه الحكايات الملغزة نهاياتها السعيدة كملمح جوهري وأكيد ملازم للحكاية - أو الخرافة - الشعبية في كل شفاهيات العالم.
ومن هنا فالبطل في كل حالاته يقف في مواجهة المحظور بمعنى التابو، سواء أكانت أمكنة وعالم - الذوات - ما تحت الأرض، أو كانت الاقتتال مع الجان والشياطين والعفاريت والرياح والنداهات والسلعوات ووحوش الجبال، من ضباع لحيتان وثعابين وتنينات حيوانية وحشية خرافية مجنحة، أقرب إلى ما جاءت بها الحفائر والرسوم البابلية والآشورية، ولها أسماؤها الغريبة، مثل: الهايشة والهجين والمردة والأعوان، وسواء أكانت مطالب البطل ميسرة أو غير ممكنة «كأن يجدل حبلا من رمل الصحراء»، أو أشجارا وجنات تطرح في غير أوانها، أو مولودا يتكلم بالحكمة في المهد، والانتصار حليف البطل في نهاية الأمر.
فإذا كانت أقصى حالات التابو تتمثل في مجتمعاتنا الشرقية والعربية بخاصة بالنسبة للمرأة والجنس، فإن الحزر قادر على الدوام على إيلاجها.
وفي حكاية «لذة اللذة»
11
المصرية، يطرح الملك سؤاله على رجل بسيط عن «لذة اللذة»، وتقوم ابنته الصغيرة بتقديم الحل وإنقاذ أبيها من القتل قائلة للملك: «حكمك لرعيتك دي لذة، لكن نومك مع حريمك دي لذة اللذة.»
ناپیژندل شوی مخ