فأجاب لاهثا: بي مرض والله أعلم.
وكان المعلم محمد الزمر هو من تبرع ببناء الزاوية، وهو الذي اختار الشيخ إماما لها، ورتب له أجره، تذكر الشيخ ذلك فقال يخاطب نفسه: يا له من امتحان عسير من رب العالمين!
ورقد الشيخ في بيته ثلاثة أيام ولم يفتح فمه.
وانتشرت أنباء الجريمة في الحارة فعرف كل من هب ودب أن الست سكينة وجدت قتيلة في حجرة نومها وهي بجلباب النوم، وبدأ التحقيق، واستدعي فيمن استدعوا الشيخ أمل المهدي.
سأله المحقق: ألم تسمع صرخة أو صوتا ملفتا للسمع وأنت تؤذن؟
فأجاب: كنت مريضا فلم أؤذن تلك الليلة. - أنت جار للقتيل، ألا تعرف شيئا عن علاقتها بأحد؟ - كانت سيدة فاضلة ولا علم لي بشيء.
وغادر الشيخ حجرة المحقق وهو يقول لنفسه: «إني لمن الهالكين.»
وجعل يبكي بشدة من الحزن والعجز.
واكتشف في أثناء التحقيق سرقة بعض قطع من الحلي فحامت الشبهات حول صبي كواء كان يتردد على البيت، وفتش مسكنه فعثر على الحلي، وبذلك وجهت إلى الشاب تهمة القتل.
وبدا ذلك كله منطقيا إلا عند الشيخ أمل، تابع الشيخ أنباء الجريمة باهتمام جنوني، مضى يحترق في صميم أعماقه، وينهار عصبا بعد عصب، كان ورعا تقيا، ولكن شجاعته كانت دون ورعه وتقواه.
ناپیژندل شوی مخ