وأشطر فطيرتي فأعطيها النصف، نأكل ونتبادل النظر. - أين تلعبين؟ - في الزقاق.
هي تلعب في الزقاق المتفرع من الحارة، وأنا لا أجرؤ على التسلل إليه في النهار، يمنعني إحساس خفي ولكنه غير بريء، ونتواعد بالنظر وبلا كلام، ومع المساء أدخل الزقاق فأجدها واقفة على عتبة الباب.
نقف شبحين صامتين يكتنفنا الذنب والظلام. - نجلس؟
ولكنها لا تجيب.
أجلس على العتبة وأشدها من يدها فتجلس، أتزحزح حتى نتلاصق، يغمرني شعور بسرور غريب ذي أسرار، أمد يدي إلى ذقنها فأدير وجهها إلي، أميل نحوها فأقبلها، أحيط خاصرتها بذراعي. أصمت وأهيم وأذوب في دفقة إحساس مبهمة، فأعرف السكر قبل الخمر.
وننسى الوقت والخوف.
وننسى الأهل والحارة.
حتى الأشباح لا تفرقنا.
الحكاية رقم «7»
في ليالي الصيف نسهر فوق السطح، نفرش الحصيرة والشلت، نستضيء بأنوار النجوم أو القمر، تلعب من حولنا القطط، يؤنسنا نقيق الدجاج، وتنضم إلينا في بعض الأحيان أسرة جارنا الحاج بشير، وهي أسرة شامية مكونة من أم وثلاث بنات، كبراهن في العاشرة، يحلو لهن في أوقات السرور أن يغنين معا أغنيات جبلية، فأتابع بشغف يقارب شغفي بالبشرة البيضاء، والأعين الملونة، أهيم بالأم وبناتها، وألح في طلب السماع، ويستخفني الطرب، فأشارك في الغناء، وأحرز في ذلك نجاحا وإعجابا، حتى تقول جارتنا: ما أحلى صوتك يا ولد!
ناپیژندل شوی مخ