وجلس على كنبة وهو يبسمل، ثم قال وهو يخرج من حقيبته أدوات بيضاء لامعة: يسرك بلا شك أن تتعلم كيف تستعمل هذه الأدوات.
وأهرع نحوه متملصا من ارتباكي!
ويجيء مساعده بمقعد فيجلسني عليه أمام المعلم قائلا: هكذا أفضل.
وإذا بيديه تكبلانني من الذراعين والساقين بقوة وإحكام، فكأنها ألصقت بالغراء والمسامير، فصرخت غاضبا: ابعد عني.
واستغثت بأم برهوم ولكنها كانت فص ملح وذاب!
ولم أفهم شيئا مما يحدث حتى بدأت العملية الرهيبة، ها أنا أعاني هجمة وحشية طاغية لا أستطيع لها دفعا ولا منها مفرا، وها هو الألم الحاد القاسي ينشب أظافره الشوكية في لحمي وينساب بمكر شيطاني إلى أطراف جسمي وصميم قلبي، وها هو صراخي يدك الجدران ويجتاح أرجاء حارتنا. •••
لا أدري ماذا يدور مدة من الزمن، أغوص في الماء بين اليقظة والنوم، تمر بي أجيال من الألوان والمخاوف والأحزان.
وعند نقطة من الزمن، تلوح لي أمي بوجه يرنو بالاعتذار والتشجيع.
وقبل أن أفتح فمي محتجا أو متهما تضع بين يدي هدايا الشيكولاتة والملبس.
وأعيش أياما بين ذكريات أليمة، وكنوز من الحلوى بألوانها البهيجة .. ويمتلئ البيت بالإخوة والأخوات.
ناپیژندل شوی مخ