أهبط بسرعة ثم أقف عند الباب بحذر مبهم وأتساءل: أدخل؟
وتسمح فأدخل، أقترب من مجلسها فترمقني بنظرة باسمة وتقول: وقعت يا بطل!
وتستلقي على بطنها وتقول: دلك لي ظهري.
أشمر عن ساعدي، أدلك ظهرها بحماس ورضا، أشم رائحة جسد بشري معبق بالصابون والقرنفل، وهي تتمتم: تسلم يداك!
ثم بمزاح: أنت عفريت من الجنة!
ثم وهي تضحك: الكتكوت الفصيح يخرج من البيضة يصيح.
ويزداد حماسي في العمل، فتقول: ارفع يدك لفوق يا شيطان، هل ستخبر أمك؟ - كلا.
فتضحك وتقول: وعارف أيضا أنه يوجد ما لا يقال، حقيقة إنك شيطان، هل تعلمت التدليك في الكتاب؟ ماذا تدرس في الكتاب؟ - الفاتحة وألف باء. - ربنا يحفظك وأشوفك ماشطة، ماذا ستأكل اليوم؟ - بامية. - عظيم سأتغدى عندكم.
زياراتها لبيتنا ندوات للبهجة والمرح، تنثال الملح من فيها بلا حساب، وكذلك النكات المكشوفة، فتحاول أمي أن تبعدني ولكني أرجع، وتشير لها إشارات خفية محذرة، فأتشبث بالبقاء وتتمادى هي في الدعابة، وتسألها أمي معاتبة: متى تصلين وتصومين؟
فتجيب: في آخر شهر قبل يوم القيامة.
ناپیژندل شوی مخ