حکایات اندرسن علیحدہ مجموعه لومړۍ
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
ژانرونه
تنهد فرخ البط وقال: «أوه، كم أنا ممتن لقبحي الشديد؛ فحتى الكلاب تأبى أن تعضني!»
هكذا جلس في سكون تام، والطلقات تخترق النباتات، وبندقية تلو الأخرى تطلق الرصاص فوقه. ولم تهدأ الأجواء قبل ساعة متأخرة من اليوم، لكن حتى آنذاك لم يجرؤ الصغير المسكين على الحركة. إذ انتظر ساعات في صمت، ثم نظر حوله بحذر قبل أن يفر مسرعا من المستنقع بأقصى ما استطاع من سرعة. جرى عابرا حقلا ومرجا حتى قامت عاصفة، استطاع أن يسير خلالها بمشقة شديدة.
مع اقتراب المساء وصل إلى كوخ صغير رديء بدا على وشك الانهيار، وبدا أنه لم يبق قائما إلا لأنه لم يستطع أن يقرر الجانب الذي سيسقط عليه أولا. ظلت العاصفة تهب عاتية حتى إن فرخ البط لم يقو على التقدم أكثر من ذلك. جلس قريبا من الكوخ، ثم لاحظ أن الباب لم يكن مغلقا تماما؛ لأن إحدى مفصلاته قد انخلعت. لذلك كان ثمة فتحة ضيقة قرب أسفل الباب تكفي ليتسلل منها، وهو ما فعله في هدوء شديد، وهكذا حصل على مأوى من أجل المبيت. كان يعيش في هذا الكوخ امرأة وقط ودجاجة. القط الذي كانت تناديه سيدته: «ولدي الصغير»، كان له حظوة كبيرة لديها؛ فقد كان يستطيع أن يقوس ظهره، ويخرخر، بل كان يستطيع حتى أن يطلق شررا من فرائه إن ربت عليه بطريقة خاطئة. أما الدجاجة فقد كان لديها ساقان قصيرتان جدا، لذا كانت تدعى «تشيكي القصيرة». وكانت تضع بيضا جيدا، وكانت سيدتها تحبها كأنها طفلتها. في الصباح اكتشفوا الزائر الغريب؛ فأخذ القط يخرخر والدجاجة تقوق.
قالت السيدة العجوز وهي تجول بنظرها في أنحاء الحجرة: «لماذا هذه الضجة؟» إلا أن نظرها لم يكن قويا؛ لذلك حين رأت فرخ البط اعتقدت أنه لا بد أن يكون بطة سمينة ضلت الطريق. هتفت قائلة: «أوه، يا لها من غنيمة! أرجو ألا يكون ذكرا، فساعتها سأحصل على بعض بيض البط. لا بد أن أتريث.»
هكذا سمح لفرخ البط بالبقاء ثلاثة أسابيع على سبيل التجربة؛ لكن لم يكن هناك بيض.
كان القط هو سيد المنزل، وكانت الدجاجة هي سيدته؛ وكانا دائما يقولان: «نحن والعالم»، إذ كانا يعتقدان أنهما نصف العالم، بل إلى حد كبير نصفه الأفضل كذلك. وكان فرخ البط يعتقد أنه من الممكن أن يكون للآخرين رأي مختلف حول الأمر، لكن الدجاجة لم تكن تلقي بالا لمثل تلك الشكوك.
سألته الدجاجة: «هل تستطيع أن تبيض؟» فأجابها قائلا: «لا.» فقالت: «فلتتحل بالصمت إذن.» وسأله القط: «هل تستطيع أن تقوس ظهرك أو تخرخر أو تطلق شررا؟» فقال: «لا.» قال القط: «إذن ليس من حقك أن تعبر عن رأيك حين يتحدث أشخاص حكماء.» هكذا جلس فرخ البط في ركن، شاعرا بحزن شديد؛ لكن حين دخل ضوء الشمس والهواء المنعش الحجرة من الباب المفتوح، بدأ يراوده شوق شديد للسباحة، فلم يستطع كتمانه.
قالت الدجاجة: «يا لها من فكرة سخيفة! ليس لديك شيء آخر لتفعله؛ لذلك لديك خيالات حمقاء. لو كنت تستطيع الخرخرة أو وضع البيض، لكانت ستزول.»
قال فرخ البط: «لكن السباحة في الماء ممتعة جدا، ومن المنعش جدا أن تشعر بالماء وهي تغمرك وأنت تغوص إلى الأعماق.»
قالت الدجاجة: «ممتعة حقا! لا بد أنها نوع غريب من المتعة. ويحي، لا بد أنك مجنون! فلتسأل القط؛ فهو أمهر الحيوانات التي عرفتها؛ اسأله إن كان يود السباحة في الماء، أو الغوص فيها؛ فأنا لن أتحدث عن رأيي الخاص. فلتسأل سيدتنا، السيدة العجوز؛ فليس هناك في العالم من هو أذكى منها. هل تعتقد أنها قد تستمتع بالسباحة والسماح للماء بأن يغمر رأسها؟»
ناپیژندل شوی مخ