کیسه بې پیل او پای

نجيب محفوظ d. 1427 AH
87

کیسه بې پیل او پای

حكاية بلا بداية ولا نهاية

ژانرونه

9

بقي الزوجان جنبا إلى جنب وساد الصمت. وجعلت المرأة تختلس النظر إلى الرجل حتى خرقت الصمت قائلة: علينا أن نصبر كما وعدناه.

فهز رأسه بالإيجاب دون أن ينبس فعادت المرأة تقول: علينا أن نصبر كما وعدناه. - أنت متحمسة لرسالته التي لا تعرفين عنها شيئا. - ولكني أعرفه وأومن به. - حسن. - ولكنك متردد فيما يبدو لي. - خانتك الفراسة. - لا أحد يعرفك كما أعرفك. - هكذا كل زوجين أمينين. - لا تسخر يا رجل. - ولكني جاد جدا. - أنت متردد. - لا عيب في ذلك إذا أخذ بمعنى التفكير. - وتضمر غير ما تظهر. - ماذا تعنين يا امرأة؟ - قلت إن الاحتياطي استهلك في سد نفقات المعيشة؟ - قلت ذلك حقا. - ولكنه لم ينفد بعد! - لم يبق منه ما ينفع لشيء . - قد ينفع من يفكر في الفرار! - ماذا تعنين؟ - أنت تدرك ما أعني. - إني أفكر في شيء واحد هو سلامة الأسرة. - سلامة الأسرة جزء لا يتجزأ من سلامة الفندق. - تحت هذا الشعار ضحيت بما ضحيت. - وعليك أن تستوصي بالمزيد من الصبر. - المزيد من الصبر. - ولكنك تضمر أمرا آخر! - أي أمر يا امرأة؟ - لعله الهرب. - الهرب؟! - إني أستنتج مستقبلك من مقدمات ماضيك.

فسأل وهو يضحك: هل سبق لي الهرب؟ - نعم. - جميل أن نضحك في غمرة هذا الغبار الدامي. - من أين لي بالضحك! - إذن فخير ما نفعله أن نغير الموضوع.

فرمته بنظرة قاسية وقالت: يبدو أنه آن لي أن أصارحك. - بماذا؟ - دفاعا عن أسرتك، دفاعا عن نفسك، سأصارحك بما كتمته طيلة السنين. - ألديك سر لم أعرفه؟ - بلى. - وما هو يا ترى؟

فقالت بهدوء رهيب: ماضيك المجهول.

فاشتعل اهتماما مباغتا وتساءل: ماضي المجهول؟ - الذي نسيته، أو الذي تصر على أن تنساه. - ماذا تعنين؟ - أنت تجهل ماضيك كما تجهل شخصك الحقيقي. - ذاك تاريخ مشهور. - ولكني أعرفه. - أنت؟! - كما كان أبي يعرفه! - أأنت جادة؟ - كل الجد. - منذ متى؟ - منذ وجدناك في هذه الحديقة. - يا له من عبث. - بل هو الجد كل الجد. - أتتوقعين أن أصدقك؟ - أقسم لك بروح ابني.

فهتف فيما يشبه الفزع: رباه! - أجل. - انتشليني من هذه الغيبوبة. - سأفعل حتى لا تقع في الخطأ مرة أخرى. - من أنا؟ - أنت زوجي. - إني أسألك من كنت؟ - كنت زوجي أيضا قبل أن تفقد ذاكرتك.

نظر إليها بذهول فقالت: كنت قبل ذلك ربيب أبي، وجدك غلاما ضالا.

ظل ينظر إليها بذهول فقالت: ولم تكن لك فكرة عن والديك فرباك وشغلك في الفندق ثم تزوجنا.

ناپیژندل شوی مخ