کیسه بې پیل او پای

نجيب محفوظ d. 1427 AH
76

کیسه بې پیل او پای

حكاية بلا بداية ولا نهاية

ژانرونه

الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين

1

لم يبق في الحديقة الصغيرة أحد سواه. ذهب الذين تناولوا عشاءهم سواء في الحديقة أم في البهو الصغير المتصل بها من الداخل. أكثرهم صعدوا إلى حجراتهم في الفندق وقلة مضت في الطريق الذي يشق الخلاء. انتظر النادل أن يذهب هو أيضا، ليخلي الحديقة من الكراسي والموائد، ولكنه لم يذهب. ولم يبد استعدادا للذهاب. جلس وحده يستقبل الهواء الجاف المنعش الهابط من سفح الجبل فيما وراء الخلاء. ولم يجد النادل بدا من نقل الموائد والكراسي إلى الداخل عدا مائدته وكرسيه ثم حام حوله كأنما ليذكره بأنه آن له أن ينصرف. وتجرأ أكثر فوقف أمامه وهو يسأل: هل من خدمة؟

فسأله بدوره: أتوجد في الفندق حجرة خالية؟ - أعتقد ذلك، تفضل بمقابلة صاحب الفندق. - تلك الفتاة في نهاية البهو؟ - كلا، إنه في الداخل فيما يلي البهو. - ومن تكون الفتاة إذن؟ - مدير المطعم وابنة المدير. - شكرا.

ولما لم يزايل مكانه قال النادل: هلا تفضلت بالذهاب لأتمكن من نقل المائدة؟ - معذرة، يلزمني بعض الوقت لأستعيد نشاطي من تعب طارئ.

ذهب النادل فلبث وحده كما كان. ونظر نحو الفتاة كما فعل مرارا وهو يتناول عشاءه. وبادلته النظر أيضا. وقال لنفسه: ليتها كانت هي صاحبة الفندق!

ثم بنبرة منتشية: ما أجمل أن يحوز الإنسان فتاة حسناء مثلها.

ومضى الوقت وهو لا يريد أن يتحرك. وإذا بصاحب الفندق يمضي نحوه على حين وقفت كريمته في نهاية الممر الموصل بين البهو والحديقة رغبة في إشباع حب استطلاعها. وقال صاحب الفندق للفتى: نحن في خدمتك.

فقال الشاب بارتباك: شكرا. - أخبرني النادل أنك تريد حجرة خالية. - أجل أريد حجرة للمبيت. - تفضل بالدخول للقيام بإجراءات الحجز. - إن أردت الحق ... - أفندم؟ - لا أدري في الواقع ماذا أقول! - ولكن لديك بلا شك ما تقوله. - لا أدري كيف أقوله.

اقتربت الفتاة أكثر حتى وقفت جنب أبيها وقال الرجل: ولكن لا مفر من الكلام! - أمهلني قليلا. - لعلك ليس معك نقود؟ - معي من النقود ما يكفي وزيادة. - إذن فما المشكلة؟ - مشكلتي أنني مرهق جدا. - ولكنك تبدو في صحة جيدة! - الحق أنني لا أعرف من أنا! - ماذا قلت؟ - لا أعرف من أنا. - أأنت مالك لقواك العقلية؟ - أعتقد ذلك.

ناپیژندل شوی مخ