کیسه بې پیل او پای

نجيب محفوظ d. 1427 AH
66

کیسه بې پیل او پای

حكاية بلا بداية ولا نهاية

ژانرونه

ولاذا بصمت قصير حتى خرقه الرجل قائلا بنبرة جديدة بعض الشيء: يحسن بي أن أقدم ما خفي من شخصي؛ مهنتي صائغ، في الثلاثين من عمري، مركزي المالي على ما يرام. - وأنا مطلقة، قدر عمري كما تشاء، ويحسن بي أن أصارحك بأني جربت الزواج أكثر من مرة! - ما أجمل الصدق! - ألم يخفك ذلك؟ - كلا! - من حقك أن تقلق ولكن صدقني أني كنت وما زلت بريئة! - وأنا أحبك. - إذن فأنا سعيدة أكثر مما أستحق. - أأفهم من ذلك أنك ...؟ - إني أشاركك عواطفك! - ما أسعدني من عاشق!

وحدجته بنظرة ثاقبة وهي تسأله: ألم تتحر عني؟ - كلا. - أما أنا ففعلت.

فضحك طويلا ثم تساءل: وهل نجحت في الامتحان؟ - أعتقد ذلك. - بأي مقياس تحكمين؟ - العجز هو ما أكرهه في الرجل. - العجز؟! - أحبه قويا قادرا، رذائل القوة أحب عندي من فضائل الضعف. - إنك واضحة وقوية. - ماذا تكره أنت في المرأة؟

فتفكر قليلا ثم قال: القبح والانحلال. - الانحلال؟ - أظنه لا يحتاج إلى تفسير. - أأنت ممن يهتمون بالماضي؟ - كلا. - ماذا تقصد بالانحلال؟ - الاستهتار، مثل إنشاء أكثر من علاقة في وقت واحد، أو التسليم بلا حب! - ولكن ذلك مرض؟ - ربما. - لا توجد امرأة خائنة أبدا. - هذا صحيح بصفة عامة. - يخيل إلي أننا متفاهمان؟ - وعلينا أن نعد أنفسنا للزواج بأسرع ما يمكن.

2

مضت في الطريق ووقف يتبعها ناظريه. بقلب كله هيام. ثم انتبه إلى حركة ما. التفت نحو السور. وهو يقترب منه ظهر رأس رجل. لعله كان جالسا أو نائما. ها هو يقف الآن أمامه في الناحية الأخرى من السور التي تلي شاطئ النيل. ترى هل سمع حديثه مع المرأة؟ وطالعه الغريب بوجه شاحب، بارز العظام، غائر العينين، وذقن غير حليق. سوى جلبابه المتسخ فوق جسده الهزيل ثم عبر السور فصار على كثب منه. لص؟ متشرد؟ ليكن ما يكون. هم بالذهاب ولكن استوقفه صوته وهو يقول: الحب! .. ما أجمل الحب!

رمقه باشمئزاز وهم بالسير مرة أخرى، ولكن الرجل خاطبه قائلا: لدينا حديث مشترك فيما أعتقد.

فسأله بتقزز: أتخاطبني؟ - لم يعد يوجد سوانا في الطريق. - ولكني لا أعرفك؟ - ولا أنا أعرفك! - إذن لا تخاطبني. - ولكن لدينا حديث مشترك. - من أنت؟ - تاجر روبابيكيا. - وأي حديث تعني؟

فأشار بيد معروقة شبه سوداء من القذارة نحو الناحية التي سارت فيها المرأة وقال: بخصوص السيدة. - وما شأنك بها؟ - كنت آخر زوج لها! - هه؟! - تكلمت بوضوح فلا داعي للتكرار.

فتفحصه بذهول وتمتم: أنت مجنون بلا شك.

ناپیژندل شوی مخ