32

کیسه بې پیل او پای

حكاية بلا بداية ولا نهاية

ژانرونه

8

قام الشيخ محمود إلى القادم وهو يقول: أهلا بك يا شيخ تغلب.

ومضى به إلى الديوان والعجوز يقول: هاتف دعاني إلى لقائك. - أهلا بك وشكرا لك.

فسأله برقة لأول مرة: كيف حالك؟ - النار أرحم من رأسي وقلبي. - وأرحم من الغضب الذي يجتاح حارتنا. - يا له من موقف يا شيخ تغلب. - وماذا يقول رجالك الكبار؟ - صدق عزمهم على مقابلة التحدي بمثله. - لا غرابة أن يدافعوا عن مصالحهم!

فتساءل الشيخ محمود غاضبا: والآخرون ماذا يحركهم؟ - إنهم بحكم سنهم أقرب إلى البراءة. - فات وقت الجدل. - ولكن ثمة مجال للعمل، بم طالبك أبوك قبل وفاته؟ ابدأ اجتهادك في الطريق وسوف يقودك من خير إلى خير.

نفخ الرجل قائلا: رأسي مزلزل! - أفقدت إيمانك بالله؟ - كلا، صدقني، ولكن رأسي مزلزل. - ألا تؤمن بالطريق؟

صمت مليا ثم قال: إذا تهاوى بناء شامخ فما جدوى أن تسأل عن حجرة من حجراته؟! - إذن تريد أن تواصل حياتك كشيخ طريقة بلا طريقة. - أعترف لك بأن ذلك لم يعد ممكنا. - اعتراف سعيد ولكن خبرني، أكان في نيتك أن تستمر في ذلك إلى الأبد؟

تفكر الشيخ باسما في أسى: كنت دائما أؤجل البدء، إنه الكسل وعشق الحياة، وأعترف لك بأن ثمة نكدا كان لا يكف عن مطاردتي. - اعتراف سعيد ثان! - من السخرية أن تذكر السعادة في هذا الجحيم. - ظننت أن عواقب الكسل ستضيرك وحدك ولكن ها هي تعصف بالحارة كلها. - مرتكبة ما يخطر بالبال وما لا يخطر!

قال العجوز باستبشار: في صوتك نغمة جديدة لعل سرها هو الذي دعاني إليك. - لا تبادر إلى التفاؤل بلا مبرر! - توكل على الله واتخذ قرارا! - كيف لقلب مزلزل أن يتخذ قرارا؟ - اتخذ قرارا. - يخيل إلي أنني لست كجدي الأول إن صح ما يقال عن اجتهاده العجيب. - تقول إن صح؟

فقال بحدة: أجل، فمن يدريني أن اجتهاده لم يكن إلا أسطورة كما كان أصله وبيته وكما كانت أسرته؟

ناپیژندل شوی مخ