مضت نحو الباب وهي تقول: إني منتظرة وعدك. ••• - في هذا البيت المقدس! وفي هذه الحجرة المباركة، عليك لعنة الله. •••
هم بقول شيء قبل أن تختفي ولكنه أطبق فاه، ثم ذهب إلى النافذة فأزاح الستارة وألقى نظرة يتابع مسيرها.
3
دخل بهو الاستقبال فرأى الشيخ عمار في انتظاره. صافحه دون أن يخفي دهشته وهو يتساءل: خير. ما جاء بك في هذه الساعة وقد أوشك الليل أن ينتصف؟
أجابه الرجل وهو يغض البصر: لا غرابة أن نوجد في هذا البيت في أي ساعة من نهار أو ليل. - جواب حسن.
جلسا والشيخ يمسح وجهه بمنديله ويقول: في الخارج عاصفة ترابية أخشى أن تدفن الحارة دفنا، في هذا الجو يضيق الإنسان بالحياة وتضيق الحياة بالإنسان، وعجيب أن نكون من تراب ونجزع هذا الجزع للفحة منه، وفي كل خطوة يصادفك شاب من أولئك الشبان، لقد بذلنا لهم مسعى طيبا ولكنهم لا يبدون شاكرين، كلا، إنهم أبعد ما يكون عن الشكر، وما أجدر اللئام بأن يظنوا الاستجابة الطيبة ضعفا، وذاك الشاب المتهور حدجني اليوم بنظرة متحدية، وقديما قيل: اتق شر من أحسنت إليه، اللعنة، لم تعد الحارة بالحارة التي أولتنا الإمامة ولا الزمان بالزمان الذي طاب لنا، أكنت تنتظرني يا شيخ عمار؟
غمغم الرجل: نعم يا مولاي. - ماذا أرى؟! .. إن وراء نظرة عينيك أنباء لا تعد بخير! - حفظك الله من كل سوء يا مولاي. - ماذا حدث؟ هل وقع انقلاب خطير في نظام الكواكب؟! - الدنيا بخير، ولن ينال من كمالها عبث الأبالسة.
تساءل الشيخ بضيق: ماذا وراءك يا رجل؟ - نحن قوم خلقنا الله لنواجه الشدائد بقلوب أشد منها.
فقال بجزع: هات ما عندك، كلما استفحلت المصيبة كان الإيجاز أليق بها!
فقال الشيخ عمار بعناد: ليس من الوفاء أن نخفي عنك أمرا باتت تلوكه ألسنة الكثيرين.
ناپیژندل شوی مخ