| وطوى وجود كل شيء لأنه الظاهر أباح لك أن تنظر ما في المكونات وما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات قل انظروا ما في السماوات والأرض ، ولم يقل انظروا السماوات والأرض ، قل انظروا ماذا فيها فتح لك باب الافهام ولم لما يظنونه فيك فكن أنت ذاما لنفسك لما تعلمه منها ، المؤمن إذا مدح استحيا من الله تعالى إن يثني عليه بوصف لا يشهده من نفسه ، أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس ، إذا أطلق الثناء ولست بأهل فاثن عليه بما هو له أهل ، الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق والعارفون إذا مدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق ، متى كنت إذا أعطيت بسطك العطاء وإذا منعت قبضك المنع فاستدل بذلك على ثبوت طفوليتك وعدم صدقك في عبوديتك ، إذا وقع منك ذنب فلا يكن سبيا ليأسك من حصول الاستقامة مع ربك فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك ، إذا أردت أن ينفتح لك باب الرجاء فاشهدما منه إليك وإذا أردت أن ينفتح لك باب الخوف فاشهد ما منك إليه ، ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفده في إشراق نهار البسط لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا ، مطالع الأنوار القلوب والأسرار نور مستودع في القلوب مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب نور يكشف لك به عن آثاره ونور يكشف لك به عن أوصافه ، ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار به عن آثاره ونور يكشف لك به عن أوصافه ، ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار ستر أنوار السرائر بكثائف الظواهر احلالا لها أن تبتذل بوجود الأظهار وأن ينادي عليها بلسان الاشتهار ، سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه ، ولم يوصلهم إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه ربما أطلعك على غيب ملكوته وحجب عنك الاستشراف على أسرار العباد ، من اطلع على أسرار العباد ولم يتخلق بالرحمة الإلهية كان اطلاعه فتنة عليه وسببا لجر الوبال إليه ، حظ النفس في المعصية ظاهر جلى وحظها في الطاعات باطن خفى ومداواة ما يخفى صعب علاجه ، ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك ، استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك ، دليل على عدم صدقك في عبوديتك ، غيب نظر الخلق إليك بنظر الله إليك وعب عن اقبالهم عليك بشهود اقباله إليك ، من عرف الحق شهده في كل شيء ومن فنى به غلب عن كل شيء ، ومن أحبه من يؤثر عليه شيئا ، إنما حجب الحق عنك شدة قربك منك ، وإنما احتجب لشدة ظهوره وخفى عن الأبصار لعظم نوره ، لا يكن طلبك تسببا للعطاء منه فيقل فهمك عنه ، ولكن طلبك لإظهار العبودية وقياما بحقوق الربوبية ، كيف يكون طلبك اللاحق سببا لعطائه السابق جل حكم الأزل أن ينضاف إلى العلل عنايته فيك لا لشيء منك وأين كنت حين واجهتك عنايته وقابلتك رعايته ، لم يكن في أزله إخلاص أعمال ولا وجود أحوال ، بل لم يكن هناك إلا محض الافضال وعظيم النوال ، علم أن العباد يتشرفون إلى ظهور سر العناية ، فقال يختص برحمته من يشاء ، وعلم أنه لو خلاهم وذلك لتركوا العمل اعتمادا على الأذل ، فقال إن رحمة الله قريب من المحسنين ، إلا المشيئة يستند كل شيء لأن وقوع ما لم يشأ الحق محال ولا تستند هي إلى شيء ، ربما دلهم الأدب على ترك الطلب اعتمادا على قسمته واشتغالا بذكره عن مسئلته ، وإنما يذكر من يجوز عليه الإغفال ، وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال أورود الفاقات عياد المريدين ؛ العيد الوقت الذي يعود على الناس بالمسرة والسرور ، ربما وجدت من المزيد من الفاقات ما لم تحده في الصوم والصلاة ، الفاقات بسط المواهب ، أن أردت ورود المواهب عليك صحح الفقر والفاقة لديك إنما الصدقات للفقراء ، تحقق أوصافك يمدك بأوصافه ، وتحقق بذلك يمدك بعزه وتحقق بعزك يمدك بقدرته ، تحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته ربما رزق الكرامة من تكمل له الاستقامة ، من علامات إقامة الحق لك في الشيء إدامته إياك فيه مع حصول النتائج ، من عبر من بساط إحسانه أصمتته الإساءة ، ومن عبر من بساط إحسان الله لم يصمت إذا أساءه ، تسبق أنوار الحكماء أقوالهم فحيث صار التنوير وصل التعبير . كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه يبرز ، من أذن له في التعبير فهمت في مسامع الحق عبارته وجليت إليهم إشارته ، ربما برزت الحقائق مكسوفة الأتوار إذا لم يؤذن لك فيها بالإظهار ، عباراتهم إما لفيضان وجد أو لقصد هداية مريد ، فالأول حال المساكين ، والثاني حال أرباب المسكنة والمحققين ، العبارة
مخ ۲۸۶