وقال الله تبارك وتعالى لنبيه مرغبا له ولمن تبعه في التقرب بالصلاة إليه، وأخبره أن الصلاة حسنات يذهبن السيئات، فتفهموا قوله تعالى تعلموا أنها من كرائم القربات لديه، إذ يقول سبحانه لنبيه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}[هود: 114] وذكر تبارك وتعالى ما يرضى في الصلاة ويحب بقوله تعالى عند ذكر الكافر الناهي عن الصلاة: {كلا لا تطعه واسجد واقترب} [العلق:19]، وقال تبارك وتعالى: {قد أفلح من تزكى(14)وذكر اسم ربه فصلى(15)بل تؤثرون الحياة الدنيا(16)والآخرة خير وأبقى(17)إن هذا لفي الصحف الأولى(18)صحف إبراهيم وموسى(19)}[الأعلى: 14 19]، وذكر الصلاة فدل على فضلها عند مدحه لإسماعيل نبيه وابن خليله صلى الله عليه حين أخبر أنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا، وقال تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم مسليا له عن الرغبة في الدنيا، وأمره له بما هو أنفع وأربح وأكبر من الدنيا كلها قدرا من الصبر على الصلاة التي تقرب بها من الله، إذ هي أعظم ثوابا من جميع الدنيا وزهرتها التي يمد إليها الإنسان عينيه، قال عز وجل: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى(131)وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى(132)} [طه: 131 132]، فرغب الله نبيه يابني في الصلاة ونهاه أن يمد عينيه إلى ما متع به المغرور زهرة دنياه، وأخبره بما أعد في الآخرة من الرزق الباقي لأوليائه، ودله على ما يناله به ويعطاه من التقرب إليه بالصلاة والصبر عليها، وأمر أهله منها بما يرضيه، فقال: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها}[طه:132]، وأعلمه أن رضاه في التقرب إليه بالصلاة له، وأنه يرزقه ولا يحتاج إلى رزق فيسأله جل عن ذلك من يطعم ولا يطعم الله البعيد من شبه خلقه العلي الأكرم.
مخ ۱۱۱