ستاسې وروستي لټونونه به دلته ښکاره شي
واعلموا يابني أن ذكر البلاد وأخبارها، وذكر الأمم والأجناس وأمورها، سأشرح ([41]) لكم إن شاء الله منه ما قد ذكرت لكم في أول كتابي هذا إني سأشرحه وأبين لكم فيه بالخبرة والتجربة ما قد كفيتكم المؤنة فيه، فأوضح لكم إن شاء الله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، عليه توكلت لي ولكم وفيه وهو رب العرش الكريم.
وإنما دعاني هاهنا إلى ذكر البادية ما عرض في وصيتي لكم من ذكر الهجرة عن جماعات المدن والقرى والفجرة الغاوية، فلما أعلمتكم أنه لا مهرب منهم ولا هجرة إلى الله عنهم إلا إلى البادية تعزلكم عند كل فتنة، وما هو أسلم عند الفتن من القرى والمدن، لأن أهل الفتنه إنما يطلبون الغنائم والنهوب في أماكن القرى وطرقها، والناس فلا يطلبون من اعتزل في أودية البوادي وجبالها الصعبة الرواسي، ولذلك وضعت لكم ووصفت لكم تفضيل البوادي وما فيها من المرفق والعزلة عن أهل العداوة لربكم ولكم.
مخ ۸۸