ألا ترون يابني كيف يقول الله سبحانه لرسوله وهو يذكر ما الرسول عليه من طاعته وحبه، فأمره أن يقول عنه تعالى لأتباعه أصحابه فيما كانوا يزعمون أنهم عليه من حب الله، فقال الله لنبيه: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} [آل عمران: 31] ثم أخبرهم بالذي يتبعونه عليه، وما الحب لله الذي أمرهم به، فقال: {قل أطيعوا الله والرسول}[آل عمران:32] فخبرهم تقدس ذكره أن من لم يطعه ويطع الرسول فقد كفر، وأنه لا يحب إلا المطيع له ولرسوله.
يبين ما ذكرت لكم في آخر قول الله سبحانه هاهنا فآخره موصول منه سبحانه في هذا الأمر بما قبله من القول، بين فيه أن الحب له طاعته وطاعة رسوله، ثم قال سبحانه: {فإن تولوا}[آل عمران:32] يعني سبحانه فإن أعرضتم وتوليتم عن طاعتي وطاعة رسولي التي بها أمرتم {فإن الله لا يحب الكافرين}[آل عمران:32].
فعليكم يابني: بطاعة الله وتقواه، وبغض وعداوة من عصاه، فتنجوا بإذن الله يابني بطاعة الله من كل بلاء وشر، وتظفرون بالفوز والملك الباقي الأكبر، من ثواب الله لمن أحبه الله بالطاعة، وتنجوا يابني بتقواه من عذاب النار والخلد فيها، الذي حل بأهل المعصية ومن يتهاون بأمر الله فعصاه وخالفه.
مخ ۳۷