[مقدمة المؤلف]
وبه نستعين، الحمد لله رب العالمين، هادي من اهتدى من المهتدين، وولي رشد من رشد من الراشدين، هو الله الذي دل على وحدانيته وربوبيته، بما أراهم من شواهد آياته في أرضه وسماواته، وبما أظهر لهم في أنفسهم من آثار قدرته بتقديره وتدبيره إياهم، وحكمته في تأليف خلق أعضائهم وأبدانهم، باطنها وظاهرها، وما في ذلك وفي حواسهم الخمس، من أبصارهم التي بها يبصرون، وشوامهم التي بها يميزون بين الأرياح الطيبة، والمشمومات المنتنة، وحاسة الذوق من اللسان والفم، التي بها يميزون ويفهمون مذاق كل ما له طعم، وحاسة السمع التي يدركون بها كل مسموع من الأصوات، ويفهمون ما فيه من ضر ونفع، (والحاسة) الخامسة التي في جميع البدن، وهي حاسة اللمس اللامسة، التي بها يوجد كل حر وبرد، ويابس ورطب، وخشن ولين، مع ما لا يحصى ولا يؤتى عليه بعدد.
مخ ۱۸