أمره به وإياهم من مهاجرة الظالمين ، قال الله لا شريك له ، وهو يأمر رسوله صلى الله عليه وعلى أهله ، (1) بالصبر على ما حمله ، وعلى ما يقول أهل الكفر له : ( واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا ) (10) [المزمل : 10] ، فأنزل الله (2) عليه بمهاجرته لهم أمره تنزيلا.
ومن الهجر (3) لهم الجميل ، ما أمر الله به في الوحي والتنزيل ، من النقلة عنهم ، والبعد والانتياء (4) منهم ، وهو صلى عليه كان فيه أولهم ، وأسبقهم في الهجرة لهم ؛ لأنه عليه السلام هاجر قبلهم ، والبلد يومئذ بلده ، وبها أهله ومولده ، مؤثرا في ذلك كله لله بهجرته ، وصائرا إلى أمر الله له بذلك وخيرته ، وما ذكرنا من أمر الله سبحانه لرسوله ، صلى الله عليه وعلى آله ، بالهجرة للظالمين ، فما لا يجهله والحمد لله علماء المؤمنين ، ولا يحتاج في ذكره إلى تكثير ، لما فيه من الغناء عن كل تفسير ؛ لأنه تنزيل من الله غير تأويل ، فبيانه عند من وفقه الله بيان (5) التنزيل.
مخ ۲۶۰