47

High Aspiration

علو الهمة

خپرندوی

دار القمة - دار الإيمان

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

لا تطلب المجد واقنع ... إن المجد سُلَّمه صعب آخر: دَع المكارم لا ترحل لبُغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي فبقي مستكينًا يرزح تحت وطأة الشهوات، ويجبن عن أن يثور على واقعه (١)، أو أن يفك وَثاق همته: ومن يتهيب صعود الجبال ... يَعِشْ أبد الدهر بين الحُفَر وإن نازعته نفسه إلى طلب المعالي، والارتقاء بهمته، واقتحام الأهوال، والتخلي عن البَطالة والعجز والكسل، زجرها قائلًا: ذريني تَجِئْني مِيتتي مطمئنةً ... ولم أتقحَّمْ هولَ تلك المواردِ فإن كريمات المعالي مَشُوبة ... بمستودَعات في بطون الأساودِ (٢) وفي شأنهم وأمثالهم يقول الإمام المحقق ابن قيم الجوزية ﵀:

(١) وقد ضرب بعض العلماء مثلًا لخسيس الهمة، فقال: هب أن الكلب قال للأسد: "يا سيد السباع! غيِّر اسمى فإنه قبيح"، فقال له: "أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم"، قال: "فجربني"، فأعطاه شقة لحم، وقال: "احفظ لي هذه إلى غدٍ، وأنا أغير اسمك"، فجاع، وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر، فلما غلبته نفسه، قال: (وأي شيء باسمي؟!، وما "كلب" إلا اسم حسن)، فأكل. قال ابن الجوزي ﵀ معلقًا: (وهكذا خسيس الهمة، القنوع بأقل المنازل، المختار عاجل الهوى على أجل الفضائل .. فالله الله في حريق الهوى إذا ثار، وانظر كيف تطفئه) اهـ. (٢) أساود: جمع أسود، وهو العظيم من الحيات، وفيه سواد، وهو أخبثها وأنكاها.

1 / 49