(ق46ب)
كتاب الأربعين
المسمى
هدية ذوي الألباب في فضائل عمر بن الخطاب
عليه رضوان الكريم الوهاب
جمعه الشيخ الإمام الأجل، رضي الدين، علي الإسلام، ناصر السنة، مفتي الأمة
مخ ۱
أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس القزويني رحمة الله عليه (ق47أ)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الكريم الوهاب، الرحيم التواب، باعث نبيه محمد مؤيدا لمعجز الكتاب، مبشرا بالثواب، ونذيرا بالعقاب، مؤزرا بوزيريه أبي بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب، وبصهريه ذي النورين عثمان، والمرتضى علي (. . . .) (1) صلى الله عليه وعليهم، وعلى من له من الآل والأصحاب، أما بعد: هذه أربعون حديثا في فضائل عمر بن الخطاب عليه رضوان الملك الوهاب، (. . . .) (2) كتاب هدية ذوي الألباب في فضائل عمر بن الخطاب (. . . .) (3) تبارك الله وتعالى الإعانة على اتمامه مضافا إلى جميع إنعامه.
مخ ۲
الحديث الأول: في كون الحق مع عمر حيث ما زال زال:
1 - أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، أنا أبو عثمان البحيري وغيره إذنا، قالوا: أنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عمرو القيراطي الواعظ النيسابوري، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا خالد بن يزيد العمري، ثنا عمر بن قيس، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: الحق بعدي مع عمر حيث ما زال زال معه.
مخ ۲
الحديث الثاني: في كون الحق على قلب عمر ولسانه:
2 - وبه ثنا الحاكم، حدثني أبو جعفر محمد بن أحمد المذكر، ثنا عبد الله بن عمرو القيراطي، أنا الحسن بن عيسى، ثنا ابن المبارك، ثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث، عن بلال، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى جعل الحق على قلب عمر ولسانه.
مخ ۳
3 - وبه قال الحاكم حدثنا أبو علي الحافظ الحسين بن علي، ثنا جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي، حدثني أحمد بن هارون (ق47ب) بن روح أبو بكر البرذعي، ثنا أبو زرعة (. . . . . . . . . . . . . . . .) (1) عبد الله العامري، ثنا إبراهيم بن سعد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
مخ ۴
الحديث الثالث: في كون رضاء عمر بعد الإسلام علامة رضاء الملك العلام:
4 - وبه قال الحاكم: أنا أبو الطيب محمد بن عبد الله بن المبارك، ثنا الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى أبو محمد الشعراني، ثنا إسحاق بن محمد القزويني، ثنا عبد الملك بن قدامة، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، قال: سمعت ابن عمر يقول في قصة أبي جحش للنبي صلى الله عليه وسلم: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضا الله رضا عمر، ورضا عمر رضا الله.
مخ ۵
الحديث الرابع: في كون غضب عمر علامة غضب الله:
5 - وبه قال الحاكم: حدثني محمد نب عبيد، ثنا عيسى بن نصر، ثنا محمد بن أحمد بن محمد النيسابوري، ثنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله، أنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا غضب عمر فإنه إذا غضب، غضب الله له.
وفي هذا إن صح دلالة عظيمة على علية شرف عمر بن الخطاب إذ رواية علي المرتضى فكيف ينكر ذلك عن علي وهو الذي قال في نعي عمر يوم مات.
6 - ما أخبرنا زاهر بن طاهر، أنا البحيري إذنا، أنا الحاكم أبو عبد الله، ثنا عمر بن محمد بن منصور المفيد، ثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي، ثنا عبد الله بن يزيد المقريء، ثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس، يقول: وضعت جنازة عمر فقمنا حوله ندعوا، فوضع رجل على منكبي من ورائي، فالتفت فإذا علي بن أبي طالب (ق48أ) فأوسعت له فقال علي لعمر وهو موضوع: رحمت الله عليك، فوالله ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وإن كنت أظن ليجعلنك الله مع صاحبيك مع رسول الله ومع أبي بكر، فإني كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ورجعت أنا وأبو بكر وعمر، وكنت أظن ليجعلنك الله معهما.
مخ ۶
الحديث الخامس: في كون عمر سراج الجنة:
7 - أخبرنا أبو يحيى حسنويه بن حاجي الزبيري بقزوين، أنا القاضي أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار بن مالك سماعا أو إجازة، أنها أبو يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ، حدثني أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن أحمد القزويني، ثنا أبو عمرو سعيد بن محمد بن عمر الواقدي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر سراج أهل الجنة.
قال الخليل: لكنه من حديث مالك إلا بهذا الإسناد، والمحفوظ من هذا حديث الغفاري، عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر.
مخ ۷
الحديث السادس: في قوله صلى الله عليه وسلم أنا مع عمر وهو معي:
8 - أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي، أنا أحمد بن الحسين البيهقي، ثنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا ابن أبي قماش وهو محمد بن عيسى، ثنا موسى بن إسماعيل، أنا أبو عمران الحنبلي، ثنا علي بن عيسى القزاز، عن الحارث بن عبد الملك بن عبد الله بن إياس الليثي، عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في مرض موته على منبره قال في آخره: يا أيها الناس من أحس من نفسه شيئا فليقم، أدع الله (ق48ب) عز ذكره له، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله إني لمنافق وإني لكذوب، وإني لنؤوم قال عمر بن الخطاب: ويحك أيها الرجل، قد سترك الله تعالى لو سترت على نفسك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا ابن الخطاب، فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللهم ارزقه صدقا وإيمانا، وأذهب عنه النوم إذا شاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر معي، وأنا مع عمر، والحق بعدي مع عمر.
مخ ۸
الحديث السابع: في كون عمر من محدثي الحق:
9 - أبنأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إذنا، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا إبراهيم بن سعيد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان فيمن خلا من الأمم قبلكم محدثون، وإن يك في أمتي منهم أحد فعمر بن الخطاب.
رواه سعيد، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
مخ ۹
الحديث الثامن: في رؤية المصطفى ليلة المسرى صلى الله عليه وسلم قصر عمر في الجنة، وفي فضل علم عمر بالله وبإحكامه:
10 - أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي، أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا محمد بن عيسى بن عمرويه، أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، أنا مسلم بن الحجاج، حدثني حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، أن ابن شهاب، أخبره عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: بينا أنا نائم إذ رأيتني في الجنة، فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرة عمر، فوليت مدبرا.
قال أبو هريرة فبكى عمر، ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، (ق49أ) ثم قال عمر: بأبي أنت يا رسول الله، أعليك أغار؟
مخ ۱۰
11 - وبه قال مسلم بن الحجاج: حدثني حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، أن ابن شهاب، أخبره عن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بينا أنا نائم، إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا: فما أولت ذلك؟ يا رسول الله، قال: العلم.
مخ ۱۱
الحديث التاسع: في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بإعزاز عمر بن الخطاب من عند الكريم الوهاب:
12 - أخبرنا أبو الحسن علي بن الشافعي بن داود الفقيه القزويني بها، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومي، أنا أبو طلحة القاسم بن أبي القاسم بن أبي المنذر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان، أنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ناجية، ثنا محمد بن عبيد أبو عبيد المديني، ثنا عبد الملك بن الماجشون , حدثني الزنجي بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة.
مخ ۱۲
الحديث العاشر: استبشار أهل السماء بإسلام عمر:
13 - وبه قال ابن ماجه، ثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، أخبرنا عبد الله بن خراش الحوشبي، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: لما أسلم عمر، نزل جبريل, فقال: يا محمد، لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر.
مخ ۱۳
الحديث الحادي عشر: في أن أول من يصافحه الحق عمر بعد النبيين والصديق، فأول من يسلم عليه، أو يأخذ بيده ويدخله الجنة عمر رضي الله عنه:
14 - وبه قال (ق49ب) ابن ماجه: ثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، أخبرنا داود بن عطاء المديني، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من يصافحه الحق عمر، وأول من يسلم عليه، وأول من يأخذ بيده فيدخله الجنة.
مخ ۱۴
الحديث الثاني عشر: في مباهاة الله تعالى لعمر خاصة من بين الجميع يوم عرفة:
15 - أخبرنا أبو المعالي عطاء الله بن علي بن بلكويه القزويني بها، أنا الفقيه أبو عمرو عثمان بن الحسن المينقاني القزويني، أنا أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الصفار، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش الموصلي، ثنا أبو زكريا يحيى بن زكريا الفقيه بنيسابور، ثنا أحمد بن جعفر بن عبيد الله، أنا أبو خالد إبراهيم بن سالم، ثنا هشام الكوفي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فنظر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتبسم، فقال: يا عمر، أتدري لم تبسمت إليك؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: إن ربك جل وعز باهى بأصحابي عشية عرفة، وباهى بك خاصة.
مخ ۱۵
الحديث الثالث عشر: في تكماله دين الحق لعمر رضي الله عنه:
16 - أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، أنا عبد الغافر بن محمد، أنا محمد بن عيسى، أنا إبراهيم بن محمد، أنا مسلم بن الحجاج، ثنا زهير بن حرب، والحسن الحلواني، وعبد بن حميد قالوا: أنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدثني أبو أمامة بن سهل، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم، رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ (ق50أ) دون ذلك ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا ماذا أولت ذلك يا رسول الله، قال: الدين.
مخ ۱۶
الحديث الرابع عشر: في تبرك النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
17 - أخبرنا أبو المكارم عبد الرزاق بن عبد الله بن عبد الكريم القشيري، أخبرتنا جدتي فاطمة بنت أبي علي الدقاق، أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، أنا أبو الحسن الجوهري، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق، ثنا النضر بن شميل، ثنا شعبة، ثنا عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر، أن عمر استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له، وقال: يا أخي، لا تنسنا من دعائك، أو أشركنا في دعائك.
وفيه شرف لعمر بأنه سماه أخاه على اللطف، على (. . . .) (1) قول يعقوب ولقمان: يا بني، ثم وصاه بالدعاء لنفسه صلى الله عليه وسلم.
مخ ۱۷
الحديث الخامس عشر: في نزول قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل} على وفق قول عمر رضي الله عنه:
18 - أخبرنا الموفق بن سعيد، أنا أبوعلي الصفار، أنبأ أبو سعد النصروي، أنا أبن زياد السمذي، أنا ابن شيرويه، وأحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيى بن آدم، ثنا الحسين بن عياش، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: نزل عمر الروحاء فرآني ناسا يبتدرون أحجارا فقال: ما هذا؟ فقالوا: يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى هذه الأحجار، قال: سبحان الله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا راكبا، مر بوادي فحضرت الصلاة فصلى ثم حدث، فقال: إني كنت أغشى اليهود يوم دراستهم قالوا: ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك، لأنك تأتينا، قلت: وما ذاك إلا أني أعجب من كتب الله كيف يصدق بعضها (ق50ب) بعضا كيف تصدق التوراة الفرقان، والفرقان التوراة، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، وأنا أكلمهم، فقلت أنشدكم بالله، وما تقرءون من كتابكم إنكم تعلمون أنه رسول الله، فقالوا: نعم، فقلت: هلكتم والله، تعلمون أنه رسول الله ثم لا تتبعونه، فقالوا: لم نهلك، ولكن سألناه من يأتيه بنبوته، فقال: عدونا جبريل لأنه ينزل بالغلظة والشدة، والحرب والهلاك، ونحو هذا قلت فمن سلمكم من الملائكة قالوا: ميكائيل ينزل بالقطر والرحمة، وكذا قلت وكيف ينزل بهما من ربهما؟، قالوا: أحدهما عن يمينه، والآخر من الجانب الآخر، قال: فإنه لا يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل، ولا يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل، وإني أشهد أنهما وربهما سلم لمن سالموا، وحرب لمن حاربوا، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم , وأنا أريد أن أخبره فلما لقيته، قال: ألا أخبرك بآيات أنزلت علي؟ قلت: بلى يا رسول الله فقرأ: {قل من كان عدوا لجبريل} حتى بلغ {للكافرين} قلت: يا رسول الله، والله ما قمت من عند اليهود إلا إليك لأخبرك بما قالوا لي، وقلت لهم، فوجدت الله قد سبقني، قال عمر: فلقد رأيتني وأنا أشد في الله من الحجر.
مخ ۱۸
الحديث السادس عشر: في نزول قوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} على وفق قول عمر رضي الله عنه:
19 - وبه قال إسحاق، أخبرنا يحيى بن آدم، ثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لما توفي عبد الله أتى ابنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قد مات عبد الله بن أبي، وقد جئنا به، فقم فصل عليه، صلى الله عليك، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم معه حتى وقف، فقمت في صدر رسول (ق51أ) [الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم] (1) كذا وكذا فجعلت أعدد أيامه الخبيثة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عني يا عمر، عني يا عمر، وهو يتبسم، حتى أكثرت عليه، فقال: عني يا عمر، فإني قد خيرت فاخترت، ولو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها، فانصرفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يصلي عليه، ثم مشى مع أهله، فقام على حفرته حتى فرغ منه ثم انصرف، فما لبث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، ولا تقم على قبره} وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق بعده، قال يقول عمر بعد ذلك: فعجبا، فعجبا لجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم. قال يحيى: وكان ابنه عبيد الله بن عبد الله من خيار الناس.
مخ ۱۹