333

هدایت راغبین

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ژانرونه

علوم القرآن

وكل أفعال أئمة العترة النبوية متصفة بالورع، فإنهم لو قبلوا الدنيا ممن هي في يده من ملوك بني أمية وبني العباس ما فعلوا بهم الأفاعيل المنكرة، والأمر فيهم كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في أبي ذر الغفاري حين أخرج إلى الربذة: (إن القوم خافوك على دنياهم ، وخفتهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب منهم بما خفتهم عليه؛ فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وأغناك عما منعوك، فلو قبلت دنياهم لأحبوك، ولو قرضت منها لأمنوك).

وهذه هي صفة أئمة العترة النبوية مع الأموية والعباسية لو قبلوا دنياهم لأحبوهم، ولو قرضوا منها لأمنوهم؛ يعرف هذا كل منصف، ولا ينكره إلا كل متعسف.

الخصيصة الخامسة:

العلم، وهذه الفضيلة وإن شوركت أئمة العترة الطاهرة فيها، وضربت فقهاء الأمة فيها بنصيب؛ فإن علم أئمة العترة الطاهرة مختص بما لم يختص به علم فقهاء الأمة، لأنه مسند عن أب فأب إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فعدالة نقلته وحملته مستيقنة متحققة لا ريب فيها، ولا شك يعتريها.

ومزية أخرى: وهي أن علمهم -عليهم السلام- مشفع بالعمل الصالح، والعلم حجة على صاحبه ما لم يكن وصلة إلى العمل، وقد ورد (العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل).

مخ ۳۷۷