هدایت راغبین
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
ژانرونه
قال الفقيه الشهيد رضي الله عنه في وصف المؤيد بالله عليه السلام: كان في العلم بحرا يقذف بالدرر، وجونا يهطل بالدرر، ولم يبق فن إلا وقد بلغ فيه الغاية، وأدرك النهاية، كان قدس الله روحه عارفا باللغة والنحو، متمكنا من التصرف في منثورها ومنظومها، وكان يعرف العروض والقوافي ونقد الشعر، وكان فقيها، بارعا، متقدما فيه مناظرا، وكان متقدما في علم الكلام وأصول الفقه، حتى لا يعلم أنه في أي العلوم الثلاثة كان أقدم وأرجح ، ولم يبلغ النهاية في العلوم الثلاثة غيره، وإنما يتقدم العالم في علم أو علمين ؛ فأما المؤيد عليه السلام فإنه فاق في هذه العلوم كلها، وقرأ على شيوخ العلماء من الزيدية والمعتزلة.
فمن شيوخه: الشيخ المرشد أبي عبدالله البصري، ولقي علماء جميع عصره واقتبس منهم، وعلق (زيادات شرح الأصول) على قاضي القضاة بأصفهان.
وحكي عن الشيخ أبي رشيد من كبار المعتزلة أنه قال: لم أر السيد أبا الحسين منقطعا قط مع طول مشاهدتي له في مجلس الصاحب، وكان لا يغلب إن لم يغلب.
وذكر بعض من صنف في أخباره أن الصاحب الكافي قال ذات ليلة للحاضرين: ليذكر كل واحد منكم أمنيته فذكروا ، فقال أما أنا : فأتمنى أن يكون السيد أبو الحسين حاضرا؛ وأنا أسأله عن المشكلات وهو يبينها لي بألفاظه الفصيحة، وعباراته المليحة.
مخ ۳۲۲