265

هدایت راغبین

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ژانرونه

علوم القرآن

تدبرت أمري وأمركم، ونظرت فيما أتعرضه من أخلاقكم؛ فوجدت أموركم تجري على غير سننها، وألفيتكم تميلون إلى الباطل وتنفرون عن الحق، وتستخفون بأهل الصلاح والخير والدين والورع منكم ؛ لا تتناهون عن منكر تفعلونه، ولا تستحيون من قبيح تأتونه وذنب عظيم تركبونه، لا تتعظون بوعظ الواعظين، ولا تقبلون نصح الناصحين؛ بل تجرون في غيكم مسرعين، وعن أمر الله إلى نهيه عادلين، وعن من يأمركم بطاعة الله مزورين وعنه نافرين، وإلى أعداء الله وأعداء رسوله الجهال الفساق راكنين، وقد قال الحكيم العليم في محكم كتابه التنزيل : {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون(113)} [هود] .

فلما لم أجد فيكم من يعين الصادق المحق، ويأمر بالمعروف ويرغب في الجهاد، ويختار رضى الله عز وجل على رضى المخلوقين إلا القليل من القبيلة، واليسير من الجماعة، أنزلت هذه الدنيا من نفسي أخس المنازل ، وآثرت الآخرة الكريمة محالها ، الشريفة منازلها، العلية مراتبها؛ فأخترت الباقي الدائم على الفاني الزائل، وتمسكت بطاعة رب العالمين، وذلك من غير زهد مني في جهاد الظالمين، ومنابذة الفاسقين، ومباينة الجبارين مع علمي بما فرض الله جل وعز على عباده في وقته وأوانه.

مخ ۳۰۹