198

هدایت راغبین

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ژانرونه

علوم القرآن

فما أنسى من الأشياء فلا أنسى مصارعهم، وما حل بهم من سوء مقدرتكم، ولؤم ظفركم، وعظيم إقدامكم، وقسوة قلوبكم؛ إذ جاوزتم قتلة من كفر بالله إفراطا، وعذاب من عاند الله إسرافا، ومثلة من جحد الله عتوا، وكيف أنساه؟ وما أذكره ليلا إلا أقض علي مضجعي، وأقلقني عن موضعي، ولا نهارا إلا أمر علي عيشي، وقصر إلي نفسي، حتى لوددت أني أجد السبيل إلى الاستعانة عليكم بالسباع فضلا عن الناس، وأجد منكم حق الله الذي أوجب عليكم ، وأنتصف من ظالمكم، وأشفي غليل صدر قد كثرت بلابله ، وأسكن قلبا جما وساوسه من المؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم ولو يوما واحدا ثم يقضي الله في ما أحب.

وإن أعش: فمدرك ثأري داعيا إلى الله تعالى على سبيل الرشاد أنا ومن اتبعني، نسلك قصد من سلف من آبائي وإخواني وإخوتي القائمين بالقسط الدعاة إلى الحق، وإن أمت فعلى سنن ما ماتوا؛ غير راهب لمصرعهم ولا راغب عن مذهبهم، فلي بهم أسوة حسنة، وقدوة هادية ، فأول قدوتي منهم أمير المؤمنين -رضوان الله عليه- [إذ ما زال قائما حين القيام على المؤمن مع الإمكان حتما والنهوض لمجاهدة الجائرين فرضا ف] اعترضه من كان كالظلف مع السنام، ونازعه من كان كالظلمة مع الشمس، فوجدوا لعمر الله من حزب الشيطان مثل من وجدت ، وظاهرهم من أعداء الله مثل من ظاهرك ، وهم بمكان الحق عارفون ، وبمواضع الرشد عالمون، فباعوا عظيم أجر الآخرة بحقير عاجل الدنيا، ولذيذ الصدق بغليظ مرارة الإفك.

مخ ۲۴۲