والنون: نحو ﴿إِن نَّقُولُ﴾ . [هود: ٥٤] ﴿مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله﴾ [البقرة: ٢٤٦] .
والميم: نحو ﴿مِّن مَّآءٍ﴾ [السجدة: ٨] ﴿فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [الأنعام: ٥٩] . وبعد نون التوكيد الخفيفة في قوله تعالى: ﴿وَلَيَكُونًا مِّن الصاغرين﴾ [يوسف: ٣٢] ولا ثاني لها في التنزيل بالنسبة للإدغام.
والواو: نحو ﴿مِنَ الله مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ﴾ [الرعد: ٣٧] . وسمي إدغامًا لإدغام النون والتنوين في حروف (ينمو) بشرطه المذكور آنفًا وسمي بغنة لمصاحبة الغنة له سواء أكانت للمدغم أم للمدغم فيه وسيأتي توضيح المدغم والمدغم فيه قريبًا.
أما إذا اجتمعت النون الساكنة مع حرف من حروف ينمو في كلمة واحدة فيمتنع الإدغام ويجب الإظهار اتفاقًا ويسمى إظهارًا مطلقًا لأنه ليس من الإظهار الحلقي المتقدم ولا من الشفوي ولا من القمري الآتي ذكرهما بعد.
ولم يجتمع مع النون الساكنة من حروف ينمو في كلمة واحدة إلا الياء والواو فالياء في كلمتي ﴿الدنيا﴾ [الحديد: ٢٠] ﴿بُنْيَانًا﴾ [الكهف: ٢١] حيث جاءتا في التنزيل. والواو في كلمتي ﴿قِنْوَانٌ﴾ [الأنعام: ٩٩] ﴿صِنْوَانٌ﴾ [الرعد: ٤] . وإنما وجب الإظهار هنا لئلا يشتبه بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله كصوان ورمان فلو أدغمت النون في الياء أو في الواو لقيل الديا وصوان فيلتبس الأمر بين ما أصله النون فأدغمت نونه وبين ما أصله التضعيف فلذا أظهرت النون خوف الالتباس. قال الإمام ابن بري في الدرر: