277

هدایت حیران

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

ایډیټر

محمد أحمد الحاج

خپرندوی

دار القلم- دار الشامية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

د خپرونکي ځای

جدة - السعودية

وَكَانَ يُوَاصِلُ الْعِبَادَةَ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ، وَيَقُولُ: مَا جِئْتُ لِأُخْدَمَ، بَلْ جِئْتُ لِأَخْدِمَ، فَأَنْزَلَ نَفْسَهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ بِهَا، وَهِيَ مَنْزِلَةُ الْخُدَّامِ لِلَّهِ، وَقَالَ: لَسْتُ أُدِينُ الْعِبَادَ بِأَعْمَالِهِمْ وَلَا أُحَاسِبُهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ، وَلَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ الَّذِي يَلِي ذَلِكَ مِنْهُمْ.
كُلُّ هَذَا فِي الْإِنْجِيلِ الَّذِي بِأَيْدِيهِمْ، وَفِيهِ أَنَّ الْمَسِيحَ قَالَ: يَا رَبُّ، قَدْ عَلِمُوا أَنَّكَ قَدْ أَرْسَلْتَنِي، وَقَدْ ذَكَرْتُ لَهُمُ اسْمَكَ، فَأَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ رَبُّهُ وَأَنَّهُ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
وَفِيهِ: إِنَّ اللَّهَ الْوَاحِدَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، أَرْسَلَ مَنْ أَرْسَلَ مِنَ الْبَشَرِ إِلَى جَمِيعِ الْعَالَمِ لِيُقْبِلُوا إِلَى الْحَقِّ. وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْأَعْمَالَ الَّتِي أَعْمَلُ هِيَ الشَّاهِدَاتُ لِي بِأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَى هَذَا الْعَالَمِ. وَفِيهِ مَا أَبْعَدَنِي وَأَتْعَبَنِي إِنْ أَحْدَثْتُ شَيْئًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِي، وَلَكِنْ أَتَكَلَّمُ وَأُجِيبُ بِمَا عَلَّمَنِي رَبِّي. وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ مَسَحَنِي وَأَرْسَلَنِي، وَإِنَّمَا أَعْبُدُ اللَّهَ الْوَاحِدَ لِيَوْمِ الْخَلَاصِ،

2 / 493