هدایت حیران
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
ایډیټر
محمد أحمد الحاج
خپرندوی
دار القلم- دار الشامية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤١٦هـ - ١٩٩٦م
د خپرونکي ځای
جدة - السعودية
ژانرونه
عقائد او مذهبونه
الزُّبَيْرُ بْنُ بِكَّارٍ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: ... كَانَ أُمَيَّةُ قَدْ نَظَرَ فِي الْكُتُبِ وَقَرَأَهَا، وَلَبِسَ الْمُسُوحَ تَعَبُّدًا، وَكَانَ مِمَّنْ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْحَنِيفِيَّةَ، وَحَرَّمَ الْخَمْرَ وَالْأَوْثَانَ، وَالْتَمَسَ الدِّينَ، وَطَمَعَ فِي النُّبُوَّةِ لِأَنَّهُ قَرَأَ فِي الْكُتُبِ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ مِنَ الْعَرَبِ، فَكَانَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ قِيلَ لَهُ: هَذَا الَّذِي كُنْتَ تُبَشِّرُ بِهِ، وَتَقُولُ فِيهِ، فَحَسَدَهُ عَدُوُّ اللَّهِ، وَقَالَ: أَنَا كُنْتُ أَرْجُوُ أَنْ أَكُونَ هُوَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ.
وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: كُلُّ دِينٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا دِينَ الْحَنِيفِيَّةِ زُورُ.
قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: ... كَانَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ يَلْتَمِسُ الدِّينَ، وَيَطْمَعُ فِي النُّبُوَّةِ، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَمَرَّ بِكَنِيسَةٍ، وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ، فَقَالَ أُمَيَّةُ: إِنَّ لِي حَاجَةً فِي هَذِهِ الْكَنِيسَةِ فَانْتَظَرُونِي، فَدَخَلَ الْكَنِيسَةَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ كَاسِفًا مُتَغَيِّرًا فَرَمَى بِنَفْسِهِ، فَأَقَامُوا عَلَيْهِ حِينَ سُرِّيَ عَنْهُ ثُمَّ مَضَوْا فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ، ثُمَّ رَجَعُوا فَلَمَّا صَارُوا إِلَى الْكَنِيسَةِ، قَالَ: انْتَظَرُونِي وَدَخَلَ الْكَنِيسَةِ فَأَبْطَأَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ أَسْوَأَ مِنْ حَالِهِ الْأَوَّلِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: قَدْ شَقَقْتَ عَلَيَّ رُفْقَتَكَ، فَقَالَ: خَلُّونِي فَإِنِّي أَرْتَادُ لِنَفْسِي وَأَنْظُرُ لِمَعَادِي، وَإِنَّ هَهُنَا رَاهِبًا عَالِمًا أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَ عِيسَى سِتُّ رَجَفَاتٍ وَقَدْ مَضَتْ مِنْهَا خَمْسٌ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، فَخَرَجْتُ وَأَنَا أَطْمَعُ أَنْ أَكُونَ نَبِيًّا، وَأَخَافَ أَنْ يُخْطِئَنِي فَأَصَابَنِي مَا رَأَيْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: قَدْ كَانَتِ الرَّجْفَةُ وَبُعِثَ نَبِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ، فَأَيِسْتُ مِنَ النُّبُوَّةِ، فَأَصَابَنِي مَا رَأَيْتَ، إِذْ فَاتَنِي مَا كُنْتُ أَطْمَعُ فِيهِ....
2 / 401