رسول الله فقمت ويدك اليمنى علي واليسرى على الفضل بن العباس معجلا لا تستقر قدماك على الأرض حتى دخلت المسجد ولحقت أبا بكر قد قام مقامك في الصلاة فأخرجته وصليت بالناس فوالله لقد تكلم المنافقون بفضل أبي بكر حتى تقدم للصلاة بعهدك يا رسول الله فاحتججت عليهم لما أظهروا ذلك بعد وفاتك فلم أدع لهم فيها اعتلالا ولا مذهبا ولا حجة ينقلون بها وثنيت وقلت: إن زعمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تقديم أبي بكر في الصلاة لأنه أفضل الأمة عنده فلما خرجه عن فضل ندبه إليه وإن زعمتم أن رسول الله أمر بذلك وهو مثقل عن النهضة فلما وجد الحق فسارع فلم يسعه القعود فالحجة عليك في إسقاط أبي بكر وإن زعمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوقفه عن يمينه دون الصفوف فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر إمام المسلمين في تلك الصلاة فهذا لا يكون وإن زعمتم أنه أوقفه عن شماله فقد كان أبو بكر إمام رسول الله لأن الإمام إذا صلى برجل واحد فمقامه عن يمينه لا عن شماله وإن زعمتم أنه أوقفه بينه وبين الصف الأول فقد كان رسول الله إمام أبي بكر وأبو بكر إمام المسلمين وهذا الأمر لا يكون ولا يقوم رجل واحد في الصلاة إلا إمام الصلاة وإن زعمتم أنه أقامه في الصف الأول فما فضله على جميع الصف الأول وإن زعمتم أن رسول الله أقامه في الصف الأول مسمعا فيه التكبير في الصلاة لأنه كان في حال ضيقه من العلة لا يسمع سائر من في المسجد فقد كفرتم أبا بكر وحبطتم عمله لأن الله عز وجل يقول يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون @HAD@ والله ما ذاك يا رسول الله إلا أنني لم أجد ناصرا من المسلمين على نصرة دين الله ولقد دعوتهم كما أخبرتكم الموفقة فاطمة أننى حملتها وذريتها إلى دور المهاجرين والأنصار أذكرهم بأيام الله وما أخذته عليهم يا رسول الله بأمر الله من العهد والميثاق لي في أربعة مواطن وتسليمهم علي بإمرة المؤمنين بعهدك فيعدوني النصرة ليلا ويقعدون عني نهارا حتى إذا جاءني ثقات
مخ ۴۱۲