341

سيدي أبي محمد برهانا تقر به عيني فرأيته قد ارتفع نحو السماء حتى سد الأفق فقلت لأصحابي ترون كما أرى فقالوا وما هو فأشرت فإذا هو قد رجع كهيئته الأولى ودخل المسجد فقال أبو الحسين بن ثوابة وأبو عبد الله الجمال قد سمعنا ما سمعت من هذه الروايات والدلائل والبراهين فإذا صدقنا الله فما رأينا لأبي جعفر ولا سمعنا لجعفر دليلا ولا برهانا ولا حقيقة إلا إلى أبي محمد بعد أبيه (عليهم السلام) وإنا لنعلم أن المهدي سمي جده وكنيه وهو ابن الحسن من نرجس ولقد عرفنا يوم مولده فقلت لهما في أي يوم وبأي شهر وبأي سنة فقالا ولد طلوع الفجر بيوم الجمعة لثمان ليال خلت من شهر شعبان من سنة سبع وخمسين ومائتين فقلت لهما قد قلتما الحق وعلمتما صحة المولود فمن قبله قالا لي أبو محمد أبوه وكفيله حكيمة أخت أبي الحسن وهي العمة فقلت حقا فلم حاججتماني وأنتما تعلمان أنه باطل فقالا والله ما هذا إلا خسران مبين في الدنيا والآخرة وعرض الدنيا يفنى وعذاب الآخرة يبقى إلا أن يعفو الله فقلت حسبكم الله شاهد عليكم فقالا والله لا يسمع هذا الذي سمعته منا أحد بعدك.

قال الحسين بن حمدان: ثم ظهرت عليهم أنهم كانوا يأخذون أموال جعفر والقرويين وجعفر يخافهم ويقول فيهم إلا يلعنهم عند من يثق به ويقول لهم إنهم يأكلون مالي قال الحسين بن حمدان حدثني أبو القاسم بن الصائغ البلخي قال خرجت من بغداد إلى العسكر في شهر المحرم لسبع ليال خلت منه فلما كان بكرة يوم السبت فسلمت على الموالي (عليهم السلام) وصرت على باب جعفر فإذا في الدهليز دابة مسرجة فجاوزت بابه وجلست عند حائط دار موسى بن بقاء [بغا فخرج جعفر على دابة كميت وعليه ثياب بيض ورداء وعليه عدنية سوداء طويلة وبين يديه خادم وفي يده غاشية وعلى يمينه خادم آخر ثيابه سود وعلى رأسه خادم آخر وخادم على بغلته خلفه فلما رآني نظر إلي نظرا شديدا فمشيت خلفه حتى بلغت

مخ ۳۸۷