سليمان بن داود (عليه السلام) وضع له كرسي من الفضة والذهب مرصع بالجوهر وعليه علم وله درج من ذهب إذا صعد على الدرج اندرج فترا فإذا نزل انتثرت بين يديه والغمام يظلله والإنس والجن تخدمه وتقف الرياح لأمره وتنسم وتجري كما يأمرها والسباع الوحوش والطير عاكفة من حوله والملائكة تختلف إليه فما يضره ذلك ولا نقص من نبوته شيئا ولا من منزلته عند الله وقد قال الله عز وجل قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة @HAD@ ثم أمر أن يتخذ له غالية فاتخذت بأربعة آلاف دينار وعرضت عليه فنظر إليها وإلى سدوها وحبها وطيبها وأمر أن يكتب لها رقعة من العين وقال العين حق فقلت جعلت فداك فما لمواليكم في آلاتكم فقال إن جدي جعفر الصادق (عليه السلام) كان له غلام يمسك عليه بغلته إذا دخل المسجد فبينما هو في بعض الأيام جالس في المسجد إذ أقبلت من خراسان قافلة فأقبل رجل منهم إلى الغلام وفي يده البغلة فقال له من داخل المسجد فقال مولاي جعفر الصادق ابن رسول الله فقال له الرجل: هل لك يا غلام تسأله يجعلني مكانك وأكون له مملوكا وأجعل لك مالي كله فإني كثير الخير والضياع أشهد لك بجميعه وأكتب لك وتمضي إلى خراسان فتقبضه وأنا موضعك أقيم فقال له الغلام: أسأل مولاي ذلك فلما خرج قدم بغلته فركب وتبعه كما كان يفعل فلما نزل في داره استأذن الغلام ودخل عليه فقال له مولاي: يعرف خدمتي وطول صحبتي قال: فإن ساق الله لنا خيرا تمنعني منه، فقال له جدي: أعطيك من عندي وأمنعك من غيري حاش لله فحكى له حديث الخراساني فقال له (عليه السلام) إن زهدت بخدمتنا وأرغبت الرجل فينا قبلنا وأرسلناك فولى الغلام فقال له: أنضجع بطول الصحبة ولك الخير قال: نعم، فقال له: إذا كان يوم القيامة كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنور الله أخذنا لحجرته وكذلك أمير المؤمنين وكذلك فاطمة والحسن والحسين (عليهما السلام) وكذلك شيعتنا يدخلون مدخلنا ويردون موردنا ويسكنون مسكننا فقال الغلام: يا مولاي
مخ ۳۰۹