148

لبيعتهم الخاسرة ولا يخرج إليهم متشاغلا بوصاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأزواجه وتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عدات ودينا فجمعوا الحطب ببابنا وأتوا بالنار ليحرقوا البيت فأخذت بعضادتي الباب وقلت: ناشدتكم الله وبأبي رسول الله (عليه السلام) أن تكفوا عنا وتنصرفوا فأخذ عمر السوط من قنفذ مولى أبي بكر، فضرب به عضدي فالتوى السوط على يدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله فرده علي وأنا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر، وصفق وجهي بيده حتى انتثر قرطي من أذني وجاءني المخاض فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم فهذه أمة تصلي علي، وقد تبرأ الله ورسوله منها وتبرأت منها.

فعمل أمير المؤمنين بوصيتها، ولم يعلم بها أحدا وأصبح الناس في البقيع ليلة دفن فاطمة (عليها السلام) [وفيه أربعون قبرا جددا وإن المسلمين لما علموا بوفاة فاطمة ودفنها أتوا أمير المؤمنين (عليه السلام) يعزونه بها، فقالوا: يا أخا رسول الله أمرت بتجهيزها وحفر تربتها فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) قد ووريت ولحقت بأبيها (صلى الله عليهما) فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون @HAD@ تموت بنت محمد، ولم يخلف ولدا غيرها ولا يصلى عليها، إن هذا الشيء عظيم.

فقال (عليه السلام): حسبكم ما جئتم به على الله ورسوله من أهل بيته ولم أكن والله أعصيها في وصيتها التي وصت بها أن لا يصلي عليها أحد منكم وما بعد العهد غدر.

فنفض القوم أثوابهم وقالوا: لا بد من الصلاة على بنت نبينا ومضوا من فورهم إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا جددا، فاستشكل عليهم قبرها بين تلك القبور فضج الناس، ولام بعضهم بعضا، وقالوا: لم تحضروا وفاة بنت نبيكم ولا الصلاة عليها ولا تعرفون قبرها فتزورونها.

فقال أبو بكر: آتوا نساء المسلمين من ينشر هذه القبور حتى تجدوا

مخ ۱۷۹