منظومته في بحث اشتراك الوجود ، وفي مقام الجواب عن إشكال أن الوجود كيف يمكن أن يكون مشتركا بين الوجود الواجب والممكن مع أن وجود الواجب وجود حقيقي ووجود الممكن وجود ظلي تبعي ليس شيئا في قبال وجود الواجب (1).
وحاصل الإيراد : أن هذه الصفات لو لم تكن بمعانيها العامة إما أن يفهم ما يقابلها ، فتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وإما أن لا يفهم منها شيء ، فلازم ذلك تعطيل عقولنا عن إدراك صفاته تعالى ، وكون قولنا : «يا عالم» و «يا قادر» صرف لقلقة اللسان.
وحاصل الدفع : أن صاحب الفصول يلتزم بأن لفظ «عالم» استعمل في مثل «الله تعالى عالم» مجازا أو نقلا في العلم ، فقولنا : «يا عالم» معناه «يا علم» أو قولنا : «يا عالم» معناه «يا من علمه عين ذاته» فأي تعطيل للعقول من إدراك الأوراد والأدعية؟
التنبيه الخامس : ذكر بعض أنه لا يلزم قيام المبدأ بالذات وتلبسه به في صدق المشتق على نحو الحقيقة. واستدل عليه بصدق «الضارب» و «المؤلم» مع قيام المبدأ بالمضروب والمؤلم وهذا القول لا بد أن يعد من المضحكات ، ضرورة أنه إذا لا يعتبر تلبس الذات فلما ذا لا يصدق عنوان «الضارب» على غير من يصدر منه الضرب ويصدق عليه فقط؟ فتلبس الذات بالمبدإ تلبسا ما مما لا ريب في اعتباره ولزومه ، غاية الأمر أن أنحاء التلبس
مخ ۱۶۹